يرى المؤلف أن المعالجة الجذرية لمشكلات التلوث، تتطلب اعتماد توازن بين واجبات حماية البيئة ومتطلبات التنمية. ويوضح أن الحرب على الإرهاب خطفت وهج المقررات العالمية حول البيئة والتنمية، وفي تقريره عن التقدم الذي تحقق في تنفيذ تلك المقررات لاحظ الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان، أن أوضاع الدول النامية باتت أسوأ مما كانت عليه قبل ...
قراءة الكل
يرى المؤلف أن المعالجة الجذرية لمشكلات التلوث، تتطلب اعتماد توازن بين واجبات حماية البيئة ومتطلبات التنمية. ويوضح أن الحرب على الإرهاب خطفت وهج المقررات العالمية حول البيئة والتنمية، وفي تقريره عن التقدم الذي تحقق في تنفيذ تلك المقررات لاحظ الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان، أن أوضاع الدول النامية باتت أسوأ مما كانت عليه قبل عشر سنوات، إلا أن هذه الدول تتحمل جزءاً من المسؤولية عن الوضع البيئي الذي تعانيه، إذ تكتفي بردود الفعل، وتنتظر ما يأتيها من مساعدات خارجية. ويضيف الكاتب أن مشكلات البيئة في الدول النامية تتفاقم وتحتاج إلى من يمد إليها يد العون بدلاً من تركها والاتجاه فقط إلى الحديث عن الإرهاب وقضاياه. ويشير الكتاب إلى أن التمويل الدولي للبرامج البيئية الذي تقدمه منظمات الأمم المتحدة وصناديق التنمية في الدول الصناعية ساهم في وضع قضايا البيئة على جدول الأعمال الوطني في معظم الدول النامية لكن هذه البرامج واجهت إخفاقات، لكونها لم تأت ضمن خطة عمل محلية تعدها الوزارات والجمعيات، بل جاءت في برنامج جاهز صممته الهيئات الدولية ليناسب أولوياتها. كما يناقش الكتاب ما يملكه الإعلام من قدرة كبيرة على تحفيز الجمهور للمشاركة الفعالة في رعاية البيئة، حيث إنه يشكل أداة حوار مفتوح بين الجمهور والمسؤولين، كما أنه يؤمن للناس حريتهم في الوصول إلى المعلومات عن الوضع البيئي وإطلاعهم بشفافية على دور السلطات في شأنه وهذا النفوذ الاجتماعي لوسائل الإعلام يعد أداة تغيير فعالة للسلوك الفردي والجماعي، يشجع على القيام بمبادرات إيجابية حيال البيئة ومن ثم يهيب الكاتب بالإعلام أن يؤدي الدور المنوط به في إلقاء الضوء بشكل أكثر فاعلية على قضايا البيئة وتوعية الناس بها بدلاً من ارتكازه فقط على القضايا السياسية ويأتي على رأسها الحديث عن الإرهاب. ويفترض صعب في كتابه أن أنجح أنواع العمل البيئي، يأتي من خلال توافر (القدوة الحسنة) في السلوك البيئي. يقع الكتاب في (142) صفحة من القطع العادي.