في روايته هذه يعود الروائي العراقي "محمود سعيد" إلى العراق في ثمانينات القرن المنصرم، عبر وشائج روحية وثقافية وجغرافية حاضرة في العلاقات الإنسانية المنسوجة بين شخصيات الرواية. إذ أن "نور الدين" ذاهب إلى قرية ربيعة على الحدود السورية العراقية بحثاً عن الحرية.وفي هذا العمل يستعير الروائي حكاية الضفدع والسلحفاة في قصص الأطفال ليوظف...
قراءة الكل
في روايته هذه يعود الروائي العراقي "محمود سعيد" إلى العراق في ثمانينات القرن المنصرم، عبر وشائج روحية وثقافية وجغرافية حاضرة في العلاقات الإنسانية المنسوجة بين شخصيات الرواية. إذ أن "نور الدين" ذاهب إلى قرية ربيعة على الحدود السورية العراقية بحثاً عن الحرية.وفي هذا العمل يستعير الروائي حكاية الضفدع والسلحفاة في قصص الأطفال ليوظف موحياتها توظيفاً رمزياً فضفدع الحكاية التي تمت الإشارة إليها إشارة تكاد تكون عابرة، في موقع واحد واستمد الروائي عنوان روايته منه، إنما استخدم في استعارة توميء إلى شخصية نور الدين أكثر مما توميء إلى شخصية ذنون. فهو بتهوره وسلوكه غير المتوازن، صار قرينا لضفدع الحكاية الذي تحدى السلحفاة في سباق للوصول إلى هدف مكاني معين، معتمدا على قدرته على النط (القفز) دون أن يتحسب، فكان أن سقط في مستنقع ليتلقفه ثعبان ما ويبتلعه. فمثلما ينط الضفدع من مكان إلى آخر فعل نور الدين الشيء نفسه، فمن الموصل إلى ربيعة، إلى تل كوجك فالقامشلي فحلب فدمشق في سوريا، إلى البقاع فبيروت في لبنان، ثم نط من منظمة فلسطينية إلى أخرى، لتؤول محاولاته للفشل كما آلت محاولة الضفدع.إن ما أراد التعبير عنه محمود سعيد في عمله هذا يشكل حلقة من حلقات الإخفاق والفشل العربي والإنحراف عن الأهداف والمبادىء التي يتسنى للشباب آنذاك "جيل الثمانينات" من فهم طبيعة صراعهم مع العدو، حيث لعبت المنظمات الحزبية دوراً مضللاً وخادعاً جيشت من خلاله عواطف الشباب وحرفتها عن الإتجاه الصحيح، في إشارة إلى جرائم النظام السابق في العراق، حيث قتل الكثيرون من دون ذنب، وأخرجوا من بيوتهم، رموا على الحدود سنين ومع ذلك لم تبادر هذه المنظمات إلى إنقاذهم !!.