يتناول هذا الكتاب سيرة واحد من أروع أبطال الأمة الإسلامية وأكثرهم إخلاصًا لها وأوفرهم بلاء في الذود عن حماها ونصرة دينها، لكنه برغم ذلك رجل لا تتناسب شهرته مع مكانته وإنجازته، إذا يجهل أمره أغلب شباب الأمة وشيبائها، وبطل كتابنا ظلمته الجغرافيا وظلمه التاريخ، ظلمته الجغرافيا لأنه ظهر في الأندلس، تلك البلاد الواقعة في أطراف الأمة ...
قراءة الكل
يتناول هذا الكتاب سيرة واحد من أروع أبطال الأمة الإسلامية وأكثرهم إخلاصًا لها وأوفرهم بلاء في الذود عن حماها ونصرة دينها، لكنه برغم ذلك رجل لا تتناسب شهرته مع مكانته وإنجازته، إذا يجهل أمره أغلب شباب الأمة وشيبائها، وبطل كتابنا ظلمته الجغرافيا وظلمه التاريخ، ظلمته الجغرافيا لأنه ظهر في الأندلس، تلك البلاد الواقعة في أطراف الأمة الإسلامية، بعيدًا عن القلب، حيث دارت رحي حروب الفرنجة والتتار وبرز تحت الأضواء الساطعة أبطال الدفاع عن المقدسات، كعماد الدين، ونور الدين، وصلاح الدين، وقطز، وركن الدين.. وظلمه التاريخ لأن قسمًا من تاريخه كتبه غير المنصفين أو تناقله بعض المؤرخين عن أعدائه، وظلمه التاريخ مرة أخرى - شأنه شأن كل عظماء تاريخ الأندلس - لأن سقوط الأندلس في يد الأعداء واقتطاعها من جسد الأمة الإسلامية أهال التراب على تاريخها الحافل، لكن برغم ذلك كله تستطيع البصيرة الثاقبة أن تدرك أن مكان المنصور ابن أبي عامر في الصف الأول لأبطال أمتنا العظام، خصوصًا وأنه الوحيد بين هؤلاء الأبطال الذي لم يعرف الهزيمة قط طيلة أكثر من خمسين غزوة ظافرة خاضها في مواجهة الأعداء، وأنه اكثر من أثخن في هؤلاء الأعداء وأعمل فيهم القتل والأسر حتى أضحى الخوف منه يسكن وجدانهم.
