إن العلاّمة أبو جمعة سعيد الماغوسي المراكشي، الذي يبحث هذا الكتاب في مؤلفه، هو من "أعلام العلماء الذين تألقت نجومهم، ولمعت بوارق علومهم وفهومهم في سماء المغرب الأقصى على عهد الدولة السعدية" التي تميزت بحركة بحث معرفي وأدبي شامل، وهو من بين المميزين المعدودين "بتكوينه العلمي الممتاز، وبآثاره العلمية الرفيعة المغمورة والغميسة ومن ...
قراءة الكل
إن العلاّمة أبو جمعة سعيد الماغوسي المراكشي، الذي يبحث هذا الكتاب في مؤلفه، هو من "أعلام العلماء الذين تألقت نجومهم، ولمعت بوارق علومهم وفهومهم في سماء المغرب الأقصى على عهد الدولة السعدية" التي تميزت بحركة بحث معرفي وأدبي شامل، وهو من بين المميزين المعدودين "بتكوينه العلمي الممتاز، وبآثاره العلمية الرفيعة المغمورة والغميسة ومن المبرزين في إتقان علوم اللغة، وفي فنون الأدب، زيادة على العلوم الإسلامية"، كما أنه "من العلماء والرّحالة الذين بنوا في ذلك الطور من التاريخ، جسور التواصل العلمي والمعرفي بين أقطار الغرب الإسلامي، وبعض أقطار المشرق تعلما وتعليما.."، وإنه بالرغم من ذلك، "العالم المغمور الذي أغفلت ذكره المراجع المغربية والمشرقية، ولم تتحدث عنه إلا في ومضات وجيزة لا تشفي غليل النفس".هذه الدراسة التي خصصت للحديث عن كتاب "إيضاح المبهم من لامية العجم" للمؤلف الماغوسي، وهو عبارة عن شرح لغوي تعليمي قيّم على القصيدة البديعة المسماة "لامية العجم" لمؤيد الدين أبي إسماعيل الطغرائي"، وهي لامية "زاخرة بالتجارب، مليئة بالحكم والتصورات، وحافلة بفنون اللغة والبلاغة والتركيب"، تضم تحقيقا شاملا يبدأ بترجمة للقصيدة وبتعريف موجز بها، وبترجمة لحياة الشارح الماغوسي ورحلاته من مراكش إلى الشرق، إلى بلدان تركيا وليبيا مثلا وإقامته في مصر، وتعريف بآثاره وكتبه ككتاب "شرح التصريف"، وشرح شذور الذهب" و"شرح مقصورة المكودي"، كما بكتابه قيد الدرس، كما تحتوي على "فهارس وكشّافات فنية للآيات القرآنية الكريمة، وللأحاديث النبوية الشريفة، وللأمثال والكتب الواردة في تضاعيفه، وللأشعار وللأعلام وللبلدان والمواضع، وللمراجع المخطوطة والمطبوعة ..".تظهر في هذا العمل الأدبي، قدرات الدارس في خوض علم التحقيق وفنه، "فهو علم لأنه يخضع للضبط والأمانة العلمية والتزام الدقة، وهو فن لما يبديه المحقق من طرق الإخراج ووسائل التقديم التي تلقي أضواء الوضوح والتشويق لقراءة النص المحقق..".