هذه الدراسة تتصمن محاولة لعرض محصلة من الأفكار والاتجاهات والرؤى والتحليلات التي انشغلت بالعولمة، ولكن من خلال تضفيرها في إطار نظري يؤسس لرسم ملامح واضحة للعولمة كظاهرة، لذلك فإن الدراسة الماثلة ستعرض للأبعاد الفكرية والمادية والمجتمعية والإنسانية لظاهرة العولمة، بحيث تقترب من أبعادها الفكرية عبر مداخل تاريخية ومعرفية وفلسفية لت...
قراءة الكل
هذه الدراسة تتصمن محاولة لعرض محصلة من الأفكار والاتجاهات والرؤى والتحليلات التي انشغلت بالعولمة، ولكن من خلال تضفيرها في إطار نظري يؤسس لرسم ملامح واضحة للعولمة كظاهرة، لذلك فإن الدراسة الماثلة ستعرض للأبعاد الفكرية والمادية والمجتمعية والإنسانية لظاهرة العولمة، بحيث تقترب من أبعادها الفكرية عبر مداخل تاريخية ومعرفية وفلسفية لتوضيح الإطار والمضمون الفكري للظاهرة، كما ستقترب من أبعادها المادية من خلال عرض مظاهرها ومؤسساتها التي تمارس من خلالها فاعليتها في الواقع المادي بينما ستتعرض لأبعادها المجتمعية من خلال جوانبها السياسية والاقتصادية والثقافية والإعلامية التي تمارس أثرها بالسلب أو الإيجاب في بنية المجتمع، وتمتد بالتأثير إلى الوعي الإجتماعي لجماهيره، وأخيراً سنعرض الدراسة للأبعاد الإنسانية لظاهرة العولمة، بما يوضح علاقاتها بالإنسان كفاعل في البيئة المحيطة به ومنفعل بها، وكباحث عن المعرفة حول ذاته وحول الكون من حوله، ولعل مصطلح العولمة بما ناله من سوء السمعة أصبح يفرض فهماً جماعياً يلقى بظلاله القائمة مسبقاً على وعي المثقفين لأية دراسة جديدة عن الظاهرة، ولذلك نرجو هذه الدراسة من قارئها أن يحرر وعيه من الاحكام المسبقة، أملاً في تعظيم قيمة هامة ربما تكون غابت عن حياتنا الفكرية المعاصرة، وهي أن النتائج لا يمكن الوصول إليها إلا من خلال مقدمات منطقية.