من أجل أن نعود ثانية إلى المصادر الحية، فنسترجع أجواء وأفكار التقاليد العباسية الرائعة، ليس بالإمكان العثور على أحسن من العزف الذي لا مثيل له لمدرسة بغداد. الذي يمثله منير بشير فهو الوارث الأنقى لتراث الموسيقى التقليدية الشرقية بأصابعه، وبفضل مهارته العظيمة، مهارة المرتجل، فإن العود العريق يسترد بين أنامله سحره وعظمته الماضية، ل...
قراءة الكل
من أجل أن نعود ثانية إلى المصادر الحية، فنسترجع أجواء وأفكار التقاليد العباسية الرائعة، ليس بالإمكان العثور على أحسن من العزف الذي لا مثيل له لمدرسة بغداد. الذي يمثله منير بشير فهو الوارث الأنقى لتراث الموسيقى التقليدية الشرقية بأصابعه، وبفضل مهارته العظيمة، مهارة المرتجل، فإن العود العريق يسترد بين أنامله سحره وعظمته الماضية، لذا كله يمكن إطلاق عليه لقب سفير العود والموسيقى العربية في العالم، فإن تقسيمه يملك صور البلاد العربية الصخرية والصحراوية والفرحة، كما أن موسيقاه صدى لألف ليلة وليلة، وتمثل الروح الإسلامي.إن هذه الموسيقى تذكر بالمغنيات في الصور القديمة المليئة بالفرح، وكذلك أغاني القوافل الحزينة، إنها تلقي ضوءاً على الحضارة الإسلامية، التي بواسطتها يمكن رؤية الثروات أو المدارس أو المجالس ومرافق الحياة الأخرى من سمرقند إلى قرطبة، وندرك بواسطة هذه الموسيقى، قصة الفن الموسيقي المرتبط بإيقاعات مع هذه الحياة، إنها خير ممثل لعلم لجمال. فالعازف العراقي منير بشير، الذي عزف أمام حوالي ألفي شاب في قاعة فردي وتحت شعار "موسيقى زماننا" أو "الموسيقى المعاصرة" أعاد للعود العربي ذي الرقبة القصيرة، جماله وتألقه، وفي هذا الكتاب يحكي حكاية مشواره على دروب مسيرته الفنية.