وما هي الا ايام قليلة حتى رجعت الى دفتر اخضر قديم كنت املؤه، وانا ابن الثالثة عشرة، بعناوين افلام ادمنت على مشاهدتها في صالات البرج. حملت آلة التسجيل ودخلت مكاتب اصحاب دور العرض والموزعين. كرقت ابوابهم حبا بسماع ذكرياتهم عن السينما والصالات التي ورثوها عن آبائهم او تولوا تأسيسها واضحت اليوم نسيا منسيا. لوهلة، شعرت ان ما ابحث عنه...
قراءة الكل
وما هي الا ايام قليلة حتى رجعت الى دفتر اخضر قديم كنت املؤه، وانا ابن الثالثة عشرة، بعناوين افلام ادمنت على مشاهدتها في صالات البرج. حملت آلة التسجيل ودخلت مكاتب اصحاب دور العرض والموزعين. كرقت ابوابهم حبا بسماع ذكرياتهم عن السينما والصالات التي ورثوها عن آبائهم او تولوا تأسيسها واضحت اليوم نسيا منسيا. لوهلة، شعرت ان ما ابحث عنه لن يكون سوى حكاية مثيرة للاسى. واكتشفت، في المقابل، انني كنت في انتظار لحظة تدعني على مسافة من احاسيس الحسرة. فعلى مدى سبع سنوات، تجمعت لدى اوراق واشرطة رديئة التسجيل، حسبت، وانا اعمل على تفريغها وتدوينها، تمهيدا لنشرها في مناسبة ما، انها ستحمل عناصر السرد اللازمة لنشأة دور العرض السينمائي في بيروت. هذا الكتاب ليس في نهاية المطاق الا شبه سيرة شخصية وسينمائية عن تلك الصور والاماكن والوجوه التي خلت انها طوت نفسها، فاذا بها تسري ارقا في حياتي.