كتب "عبد الله الشلاحي" في هذه المذكرات حول دوافعه في إنطلاقته على درب المعارضة في محاولة لتوثيق التحرك الشبابي في الكويت: "كان طموحي أن أكون دبلوماسياً أمثل بلدي في مختلف بقاع الأرض لأشرح سياسة بلدي وحقيقة حبها للسلام والأمن العالميين خاصة بعد زيارتي بالصدفة بمكتب العراق الإعلامي بالقاهرة ورؤيتي لطريقة تقليبهم الرأي العام الشعبي...
قراءة الكل
كتب "عبد الله الشلاحي" في هذه المذكرات حول دوافعه في إنطلاقته على درب المعارضة في محاولة لتوثيق التحرك الشبابي في الكويت: "كان طموحي أن أكون دبلوماسياً أمثل بلدي في مختلف بقاع الأرض لأشرح سياسة بلدي وحقيقة حبها للسلام والأمن العالميين خاصة بعد زيارتي بالصدفة بمكتب العراق الإعلامي بالقاهرة ورؤيتي لطريقة تقليبهم الرأي العام الشعبي العربي ضد الكويت وبقية دول الخليج العربي، لكني لم أوفق في أن أجد الواسطة المناسبة لتعييني في وزارة الخارجية...عدت إلى الكويت وبدأت العمل في عدة وسائل إعلامية، كان أغلب عملي بالمجان لرغبتي في التعلم والإستفادة، ولأن أصحاب الصحف والقنوات طيبو القلب أرادوا ان تستمر فترة العمل المجاني أطول فترة ممكنة ليتم الإنتقال للخطوة التي لا مفر منها وهي الزواج بمسؤولياته الكثيرة، كانت خطوة في هذا الطريق الذي سلكته.وبعد فرحتي بأول خلفائي في هذه الأرض "فهد"، أراد المولى عزّ وجلّ أن يختبر صبري في مولودي الآخر "مجعد" الذي توفاه الله بعد أيام من ولادته بسبب إهمال طبي، فقررت أن استرد حق ولدي الذي توفاه الله ليس بأخذ مقابل مادي في الوزارة لأصرف به على نفسي أو على عائلتي، بل يكون إسترداد الحق من الذي لم يراعِ الله في توفير أبسط حقوق الإنسان في العيش الكريم، وهي السكن والتعليم والعلاج.بحثت عن المسؤول فلم أجد إلا مسؤولاً واحداً هو "رئيس الوزراء"، لذا قمت بإختيار الطريق الذي أريد وهو "طريق إسترداد حق ولدي وإنقاذ أبناء أخوتي من المواطنين" رغم أن هذا الطريق بدأت بالسير به قبلها بسنة وأكثر تقريباً، إلا أن خطواتي فكانت ثقيلة بطيئة عبارة عن الكتابة في جريدة الطليعة، وتأسيس مدونة صغيرة، والتعلم من كبار رجال السياسة عبد الحوار المباشر، أو قراءة تاريخ العمل البرلماني والديموقراطي، ولكن بعد وفاة ابني من دون أن يصرخ صرخة الحياة الأولى التي تهبه الحياة وأولى نسمات الهواء، علمت حينها أن الإستمرار في الصراخ بالحق أحد المتطلبات لإستمرار الحياة وأن واجبي تجاه ابني هو أن تكون خطواتي سريعة ومؤثرة... مدونتي ماذا حدث لها خلال عملي في مجلس الأمة؟...كانت مدونة صغيرة لا يدخل عليها في كل مقالة سوى بضع مئات أصبح عداد الزوار يشير إلى أرقام تتورى الآلاف مرة ألف ومرة ألفين ومرة خمسة آلاف ماذا حدث؟ هل الناس تبحث فقط عن مستندات رسمية حتى تشفي جروحها التي تسببت بها الحكومة؟ نعم تخصصت في نشر المستندات والمعلومات المثيرة للجدل، لكن أقرب هذه المقالات إلى قلبي هي مقالة الكشف عن أحد فدائيي صدام حسين يعمل مراسلاً لإذاعة الكويت في بغداد بعد سنتين من عمله، وبعد مقالتي بأيام قليلة تمت إقالته...الحمد لله حققت خطوة إيجابية لصالح وطني وبلدي، كتب في وقت سابق أحاول أن أبدأ حملة تدوينية منظمة ضد الحكومة، قد أبدأها لوحدي، لكن بالتأكيد لن تنتهي الحملة وأنا وحيد، فحين يعرف الناس حقوقهم المسلوبة وكيف تضيع أموالهم وأموال أبنائهم قد ينضمون لهذه الحملة التدوينية، وتخرج من عالم التدوين إلى عالم الواقع، وهو عالم تشكيل الرأي العام المعارض لإستمرار النهج الفاسد الذي بدأ منذ تزوير إنتخابات مجلس الأمة 1967... نعم، لم أكن اول مدون يقف ضد الحكومة، لكن مصدر فخري وسعادتي هو أنني بدأت من حيث انتهى الآخرون، ولم أبدأ من جديد، لذا لم يشعر أي مدون بأنني سرقت قضيته، بل كنت أكمل ما بدأ به... مشكلة بعض الكويتيين من خلال متابعتي لردودهم وتعليقاتهم على ما أقوم بنشره في المدوّنة، أو في أي موقع آخر هو أن كل واحد يعتقد أنه حزب في حدّ ذاته لذا يفضل العمل منفرداً...لكن، هل أنا مختلف عنهم؟ كلا بالتأكيد، فأنا أعمل وحدي، وأكتب ما أريد دون أي تنسيق مع الآخرين، لكن أتت قضية جعلتنا نقف جميعاً صفاً واحداً قد تكون بداية توحيد الصفوف وإقتراب الشباب من بعضهم ليقفوا صفاً واحد ضد الفساد...ومتابعاً يمضي "عبد الله الشلاحي" في توثيقه لحركة شباب الكويت الثورية السلمية في سبيل إيجاد ديموقراطية كويتية سليمة بدءاً من الأحزاب وإنتهاءً بحكومة شعبية، وعلى أمل أن يتطور هذا التحرك الشبابي وينضج ليتوسع فيقود حركة الإصلاح السلمية في الكويت التي تراجعت كثيراً من العقود الماضية.