الحمد لله رب العالمين، فاطر السموات والأرض، جاعل الظلمات والمور، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على محمد النبي حاتم الأنبياء والمرسلين، وصل اللهم وسلم وبارك على آل بيته الأخيار الأطهار، وأصحابه الكرام، ومن اهتدى هديه واستن بسنته، واقتفى أثره إلى يوم الدين.وبعد:إن الله وس...
قراءة الكل
الحمد لله رب العالمين، فاطر السموات والأرض، جاعل الظلمات والمور، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على محمد النبي حاتم الأنبياء والمرسلين، وصل اللهم وسلم وبارك على آل بيته الأخيار الأطهار، وأصحابه الكرام، ومن اهتدى هديه واستن بسنته، واقتفى أثره إلى يوم الدين.وبعد:إن الله وسبحانه وتعالى يدافع عن أنبيائه ويحافظ على مكانتهم بين الخلائق، سواء كاد ذلك في حياتهم أو بعد مماتهم، ولقد اختص الله عز وجل محمدا -صلى الله عليه وسلم- بالقدر الأكبر من الحماية، نظرًا للاضطهاد الشديد الذي لاقاه أثناء دعوته للدين الإسلامي، وكذلك نظرًا للافتراءات والاتهامات التي تصدر كل حين من كل فئة ضالة مضلة، للميل من عقيدة الإسلام التي جعلها الله سبحانه وتعالى هي العقيدة الصحيحة لجميع البشر، فكانت حماية الله عز وحل لمحمد -صلى الله عليه وسلم- عكس أهواء الحاقدين وضد مصالحهم الشخصية فكان حفظ الله تبارك وتعالى لكتابه السماوي الخاتم لجميع الكتب السماوية السابقة والمهيمن عليها، ألا وهو القرآن الكريم، بشموله للحق الذي لا مرية فيه، ومضمونه للعديد من أوجه الإعجاز (البلاغي، البياني، التشريعي، العلمي بتنوعه، التاريخي...) برهانًا صادقًا، ودليلاً قاطعا، وآية بينه دامغة على كونه منزلا من عند الله تبارك وتعالى، ومن ثم على قدسيته (قدسية القرآن الكريم) ورفيع مكانه (مكانة القرآن الكريم)، وعلو شأنه (القرآن الكريم)، ومن ثم كونه (القرآن الكريم) شاهدًا على مصداقية من جاء به، داعيًا إليه، وهو النبي محمد -صلى الله عليه وسلم-.وبالعهد الذي قد أخذه الله سبحانه وتعالى على نفسه بحفظ كتابه العزيز (القرآن الكريم) المنزل على سيد النبيين والمرسلين محمد -صلى الله عليه وسلم- يكون البرهان الصادق القاطع على ختم الكتب السماوية بالقرآن الكريم، ومن ثم ختم النبوة والرسالة بخاتم الأنبياء والمرسلين محمد -صلى الله عليه وسلم-، إذ أن بحفظ الله تبارك وتعالى للقرآن الكريم والذي ارتضاه المولى جل وعلا هداية للعالمين، لم يعد هناك من الأسباب ما يستدعي نزول كتاب سماوي آخر جديد، مثل التحريف الذي قد نال من الكتب السابقة (السابق نزولها للقرآن الكريم)، كالتوراة والإنجيل... وعيرها، بحيث أخرجها عن إطارها الرباني الصالح لهداية الشر.