يشكل النشاط النقلي العمود الفقري في أي نشاط اقتصادي نتاجي أو خدمي. ولا غرابة أن تبوأ المرتبة الاولى في المبنى الارتكازية لأي وحدة مكانية. فهو يمثل الشرايين الرئيسية لعناصر الانتاج والخدمات والاستهلاك في أن واحد فمن خلاله يتم التحكم في تكاليف النقل وبالتالي تكاليف المنتجات سلعاً وخدمات وفي ضوءه يتم توطين المشروع الاقتصادي أو تحدي...
قراءة الكل
يشكل النشاط النقلي العمود الفقري في أي نشاط اقتصادي نتاجي أو خدمي. ولا غرابة أن تبوأ المرتبة الاولى في المبنى الارتكازية لأي وحدة مكانية. فهو يمثل الشرايين الرئيسية لعناصر الانتاج والخدمات والاستهلاك في أن واحد فمن خلاله يتم التحكم في تكاليف النقل وبالتالي تكاليف المنتجات سلعاً وخدمات وفي ضوءه يتم توطين المشروع الاقتصادي أو تحديد جدواه. وإذا كان الأمر كذلك فلا غرابة أن ينتزع موضوع النقل مكانته المتميزة في اهتمامات الاختصاصات العلمية المتنوعة الهندسية والاقتصادية والجغرافية بسواء فضلاً عن المكانة المتنامية لهذا الحقل من الاختصاص في علوم أخرى. ومنها العلوم السياسية والعسكرية وغيرها.وقد اهتمت فعلاً الاختصاصات الاقتصادية والهندسية والعلوم العسكرية بموضوع النقل اهتماماً متميزاً فظهرت للوجود العديد من الأبحاث والدراسات التي عالجت جوانب هذا الموضوع كل بمنهجيته متيمنين بالمقولة المعروفة: المنهج يوحد العلم والموضوع يفرقه.وقد جاء هذا الكتاب ليتناول هذا الموضوع مستنداً على اجتهادات المؤلف في التخصص والاهتمام ومنتفعاً من الوسائل الحديثة للبحث العلمي.وترتيباً على ما تقدم فقد جاء هذا الكتاب في ستة فصول عالج الفصل الأول منها تطور مفهوم جغرافية النقل وميلاد هذا التخصص مؤكداً على المنهجية الحديثة في هذا المجال. في حين جاء الفصل الثاني لمعالجة وسائل البحث بجغرافية النقل بدءاً من المصادر الاحصائية ومروراً بالدراسات الميدانية وانتهاءً بوسائل القياس الكمي. وتصدى الفصل الثالث لدراسة دور منهجية نظم المعلومات الجغرافية في معالجة مشكلات جغرافية النقل استجابة للتطورات الحديثة والثورة المعلوماتية المعاصرة التي رفدت الجغرافية كغيره من التخصصات بالعديد من المفاهيم والمعطيات. ولا غرابة أن يعتني هذا الفصل بالتمثيل الكارتوكرافي التقليدي أولاً ونظم المعلومات الجغرافية ثانياً. بيد أن الفصل الرابع أثر البحث والتحليل بالمرتكزات الطبيعية والمرتكزات البشرية والحضارية التي تعد مقومات جغرافية النقل تمهيداً لدراسة الأنماط النقلية الرئيسية التي تخصص بها الفصل الخامس لكل أنماط النقل البري والبحري والجوي. وجاء الفصل السادس ليعطي نماذج دراسات تطبيقية مختارة بدقة بجغرافية النقل وعلى المستويات المختلفة المحلية والقطرية والإقليمية.