نبذة النيل والفرات:هذا بحث دفع المؤلف إلى كتابة أمل في مستقبل عالمنا العربي، وإيمان بماضيه العامر، وسيتبين للقارئ من قراءته لهذا البحث أن العرب كانوا على دقة في الإحساس باللغة ومشاكلها تعتبر تقدماً كبيراً بالنسبة لعصرهم، بل وتعتبر هادياً لمن يريد تطوير البحث فيها، وخاصة إذا قرأ ما سماه المؤلف "لغة الشعر" في آخر كلامه عن النحو في...
قراءة الكل
نبذة النيل والفرات:هذا بحث دفع المؤلف إلى كتابة أمل في مستقبل عالمنا العربي، وإيمان بماضيه العامر، وسيتبين للقارئ من قراءته لهذا البحث أن العرب كانوا على دقة في الإحساس باللغة ومشاكلها تعتبر تقدماً كبيراً بالنسبة لعصرهم، بل وتعتبر هادياً لمن يريد تطوير البحث فيها، وخاصة إذا قرأ ما سماه المؤلف "لغة الشعر" في آخر كلامه عن النحو في المعجم، وما ذكره في الحديث عن المعنى في تفسير المعنى بالمصاحبة.فسيبويه في المبحث الأول كان مؤسساً للفكرة والحافظ في الفكرة الثانية كان واعياً بقيمتها في دلالة اللغة. هذا وقد قسم بحثه هذا إلى بابين: في الباب الأول سعى لتوضيح معنى المعجم فوجد أنه "ديوان لمفردات اللغة مرتب على حروف المعجم"، وأنه بجانب ذلك سجل لشرح معاني المفردات، فتكلم بإيجاز عن الكلمة والمعنىوجعل الباب الثاني للمعاجم العربية، أعطى فيه صورة موجزة لتاريخ المعاجم العربية ، ثم فصل القول في الأصول الثلاثة التي اعتبرها أساس المعجم وهي: اللغة التي يأخذ المعجم منها: وطريقة ترتيب الكلمات وترتيب أفرعها فيه، والشرح الذي يقدمه وطريقته فيه، وكان في ذلك كله يحاول النظر في الناحيتين: ناحية الماضي الموروث التي تتمثل في المعاجم القديمة، وناحية المستقبل وتتمثل في البحوث الجديدة في علم اللغة.