هذا الكتاب: هو محاواة لتبيان المبادىء والقوانين العامة التي تحكم علمي التركيب والدلالة. إضافة الى ذلك تبيان بعض النظريات النحوية والدلالية وكيفية معالجتها للغات البشرية. ولكن هذه النظريات لا تستخدم شرعيتها العلمية إلا من خلال تجريبها وتطبيقها على مواد لغوية عالمية. من هنا حاولنا تجريب هذه النظريات على اللغة العربية على نحو عام و...
قراءة الكل
هذا الكتاب: هو محاواة لتبيان المبادىء والقوانين العامة التي تحكم علمي التركيب والدلالة. إضافة الى ذلك تبيان بعض النظريات النحوية والدلالية وكيفية معالجتها للغات البشرية. ولكن هذه النظريات لا تستخدم شرعيتها العلمية إلا من خلال تجريبها وتطبيقها على مواد لغوية عالمية. من هنا حاولنا تجريب هذه النظريات على اللغة العربية على نحو عام وعلى بعض تراكيبها وجملها على نحو خاص, مقارنين في الوقت نفسه بينها وبين تصور النظريات النحوية والدلالية العربية القديمة للغة العربية ويمكن للمرء أن يستنتج أن الفلسفة التي انطلق منها العرب القدامى لرسم خارطة اللغة العربية نحواً ودلالة لا تبتعد كثيراً عن الفلسفة التي أخذ بها عالم اللسان الأمريكي نعوم تشومسكي عند دراسته للغات البشرية. ولكن على الرغم من اختلاف المناهج والطرائق بين العرب القدامى وبين تشومسكي فإن الهدف الذي كانوا يسعون لتحقيقه هو واحد يتمثل في معرفة سر صناعة الكلام كما يقول الجاحظ أو معرفة المعرفة اللغوية كما يقول تشومسكي, ذلك الهدف الذي سوف يخدم في النهاية كما يذهب الى ذلك اللسان الدانماركي هيلمسليف الإنسانية والعالمية.