نبذة النيل والفرات:يمثل هذا الكتاب حلقة من سلسلة دراسات أهم الفرق الإسلامية، حيث سبق أن عرض المؤلف لكل من المعتزلة والأشاعرة في الجزءين الأول والثاني من كتابه "في علم الكلام" ويتابع الكلام في هذا الكتاب عن إحدى فرق الشيعة وهي "الزيدية" وذلك من خلال دراسة تهدف إلى عرض التصور العام عن الزيدية التي تعتبر أنها إحدى فرق الشيعة، لذا ل...
قراءة الكل
نبذة النيل والفرات:يمثل هذا الكتاب حلقة من سلسلة دراسات أهم الفرق الإسلامية، حيث سبق أن عرض المؤلف لكل من المعتزلة والأشاعرة في الجزءين الأول والثاني من كتابه "في علم الكلام" ويتابع الكلام في هذا الكتاب عن إحدى فرق الشيعة وهي "الزيدية" وذلك من خلال دراسة تهدف إلى عرض التصور العام عن الزيدية التي تعتبر أنها إحدى فرق الشيعة، لذا لزم ذلك استهلال تلك الدراسة بباب عن التشيع وعوامل نشأته وأهم فرقه. وأتبع ذلك ببحث حول انتساب الزيدية إلى الإمام زيد بن علي بن الحسين وحول أهم فرق الزيدية.هذا ولما ثابر الزيدية على الخروج على دولة الظلم، نجحت بعض حركاتها في إقامة دول، فكان الباب الثالث عن الدولة الزيدية ومؤسسيها: دولة الأدارسة في المغرب ومؤسسها إدريس بن عبد الله، الزيدية الهادوية في اليمن ومؤسسها الهادي يحيى بن الحسين، الزيدية الناصرية في الديلم وطبرستان ومؤسسها الناصر الأطروش. وتبع الحديث عن الأخيرة وعن امتدادها لدى دولة بني بويه وعن أديبها ومفكرها الصاحب بن عباد.هذا وإن التصور الخاص عن الزيدية أنها حزت حذو المعتزلة في الأصول، وفي ذلك جانب كبير من الحق، فحين غربت شمس الاعتزال في القرن السادس الهجري حملت الزيدية تراث المعتزلة وحفظته وحافظت عليه، فكان الباب الرابع عن صلة الزيدية بالمعتزلة، وأهم شخصيات الزيدية المشايعة للمعتزلة، لذا دار الحديث عن الحاكم الجشمي الذي كان معتزلياً ثم "تزيّد". وعن يحيى بن حمزة الذي يمثل ذروة الفكر الزيدي وقمة اللقاء بين الفريقين، ثم عن أحمد بن يحيى المرتضى وهو زيدي. ولكن هذه المشايعة من الزيدية للمعتزلة لا تعني المتابعة التامة، فبينما غلبت على المعتزلة البحث في المسائل النظرية وفي دقيق الكلام، آثرت الزيدية الاهتمام بالجوانب العلمية، فأفاضوا فيما قصًّر فيه المعتزلة من بحث في أصل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ومن بحث في الإمامة وما يتفرع عنها.لقد كان للزيدية بعض الاستقلال عن المعتزلة، بل لقد ظهر فيهم تيار يعارض المعتزلة ممثلاً بـ"حميدان بن يحيى ذلك تمّ الحديث عنه في الباب الخامس الذي جاء تحت عنوان "التيار الزيدي المعارض للمعتزلة". إلى جانب ذلك ظهر في المذهب الزيدي تيار قوي يميل إلى أهل السنة بعامة وإلى السلف وأهل الحديث بخاصة، وقد مثله كثيرون، تخير المؤلف في حديثه عن هؤلاء، ابن الوزير وابن الأمير الشوكاني، وذلك في الباب السادس الذي جاء تحت عنوان "الاتجاه الزيدي المنفتح على أهل السنة، وفي خاتمة الكتاب تحدث المؤلف عن المذهب الزيدي بصورة عامة ما له وما عليه وعن أزمة الفكر الزيدي في الزمن المعاصر مقدماً في النهاية جدولاً ضم سلسلة أئمة الزيدية.