البحث عن حلول لكل الأزمات، التي تواجه الإنسان أغرقه في استبناط المفاهيم وتفسيراتها، وبدل أن تقدم له هذه المفاهيم الحلول أصبحت هي المشكلة، فتصارعت وتداخلت، وبعد أن أنهكت واستهلكت تقدمت القيادة من جديد – وهي قديمة بقدم وجودنا – كي تكشف عن أسرارها وتفسر مكوناتها وتعلن على الملأ أنها هي الأزمة وهي الحل ومنها يبدأ التخبط وبها ينطلق ا...
قراءة الكل
البحث عن حلول لكل الأزمات، التي تواجه الإنسان أغرقه في استبناط المفاهيم وتفسيراتها، وبدل أن تقدم له هذه المفاهيم الحلول أصبحت هي المشكلة، فتصارعت وتداخلت، وبعد أن أنهكت واستهلكت تقدمت القيادة من جديد – وهي قديمة بقدم وجودنا – كي تكشف عن أسرارها وتفسر مكوناتها وتعلن على الملأ أنها هي الأزمة وهي الحل ومنها يبدأ التخبط وبها ينطلق التألق.هذا الكتاب الجريء ينشر خارطة الصراع تحت الضوء، ويبين أين تقف القيادة من كل هذه الصراعات والتداخلات بين المفاهيم، ويوضح ويناقش ويثبت بالأدلة ويؤشر على كل حالة. يبدؤنا بآدم وكيف ولدت القيادة معه وبداية الصراع عليها، ويسلط الضوء على قيادة الأنبياء فنكتشف مفاهيم كانت دائماً حولنا ولكننا تجاهلناها، ويدخل قلعة الفلسفة قيبسطها، ويبين لنا كيف حاولت أن تفلسف القيادة ولماذا، ويقتحم عالم الأفكار فينظمها ويقدمها لنا بلغة نفهمها وتفهمنا، ويركبنا أمواج التاريخ فيوصلنا إلى شواطئ الحاضر، ويفسّر ماذا يجري من حولنا ومن يتصارع مع من ولماذا. يعرفنا كيف تعمل السياسة وكيف تفكر السلطة وماذا تريد القيادة. هذا الكتاب لا يعرف القيادة بل يعرّفنا عليها، ويجمعنا مع القادة فيعرفنا بهم، فيكشفون لنا أسرار تألقهم القيادي، ويهمسون عن أسباب فشلهم وانهيار قيادتهم، ومثلما تميز الكتاب بموضوعه تميز الكاتب بأسلوبه،فالتزم البساطة في التعبير مع التعمق في المعنى، واختصر الجمل وقدم الخلاصة فجمع بين الأسلوب الأكاديمي والواقعي، فكان تاريخنا للذين يبحثون عن التاريخ، فلسفياً للذين يعشقون الفلسفة، اجتماعياً للذين يقرؤون المجتمع، سياسياً للذين يمارسون السياسة، اقتصادياً للذين يقودون مؤسساتهم، عسكرياً للذين يفهمون معنى الواجب والشرف، قيادياً للذين يملكون الحس القيادي. إنه كتاب حياة بكل تفاعلاتها ومن دون تكلف.