معضلة معد هذا الكتاب هو موضوع التخلص من نزعة التحيز وهي صفة إنسانية يصعب الفكاك منها، كعراقي كردي ينحاز لقوميته مهما حاول أن يكون منصفا، ذات الوقت الذي أتهمه الكثير من أبناء قوميته بأنه كردي بغدادي موالي للنظام السابق وقد تنكر لقوميته؟، ومثلبته الأخرى إذ كان مستمرا بالخدمة العسكرية لحين احتلال العراق وبرتبة لواء ركن، وأنه لم يعا...
قراءة الكل
معضلة معد هذا الكتاب هو موضوع التخلص من نزعة التحيز وهي صفة إنسانية يصعب الفكاك منها، كعراقي كردي ينحاز لقوميته مهما حاول أن يكون منصفا، ذات الوقت الذي أتهمه الكثير من أبناء قوميته بأنه كردي بغدادي موالي للنظام السابق وقد تنكر لقوميته؟، ومثلبته الأخرى إذ كان مستمرا بالخدمة العسكرية لحين احتلال العراق وبرتبة لواء ركن، وأنه لم يعاني ما عاناه أبناء جلدته القاطنين في المناطق الكردية؟ مع العلم كان الكثير من أقرانه يعلم بحقيقة عدم انتمائه لحزب البعث العربي الاشتراكي، وقد نظر أليه البعض من أصدقائه العرب آنذاك منحازا لقوميته على حساب المتطلبات الوطنية للمحافظة على وحدة العراق ،في حين قاوم هذا الرجل الكثير من إغراءات الانتماء لحزب البعث العربي الاشتراكي بشكل صريح جدا، وفي مواقف محرجة حين عرض عليه ذلك الرئيس صدام حسين نفسه، ذات يوم حين كان يستمع له مع بعض الضباط عن أسباب خسارتنا لأحدى المعارك خلال حربنا الطويلة مع إيران.إضافة إلى جانب آخر من مشكلة المؤلف (المعقدة) هو كيفية الاطمئنان إلى مصداقية المصادر؟ والتي قد يكون قسما كبيرا منها يتصف بالتطرف وفقا لغايات من أعدها؟، كبريطانيون أو روسيون أو أكرادا أو عربا وغيرهم، وحتى في موضوع التسميات التي تطلق على المنطقة والعراق، فالمصادر التي تعتمد تسميات الإغريق تسمي العراق (بلاد ما بين النهرين) وهي منطقة غير محددة جيدا، مما يظن البعض منا بالمقارنة أن أسم (العراق ذو دلالة حديثة)، وزعم من زعم بأن البريطانيين قد صنعوا وطننا يدعى (العراق) عام 1920 ؟، في حين أن قسما كبيرا من المصادر الأخرى تشير إلى العراق كجغرافية وتاريخ إنساني منذ العهد السومري، ولهم حججهم ،وما أنعكس ذلك قديما في تسمية أحد أركان الكعبة المشرفة (الركن العراقي) وذلك قبل آلاف من السنين، ومنهم ما يثبت بأن العراق كان عراقان أحدهما عربي والآخر أعجمي أو كردي؟ وعليه تتطلب من مؤلف كتابنا هذا الكثير من الدقة والمراجعة كل حين.