في مختلف مراحل التنزيل، يرسخ القرآن الكريم الجهاد بمفاهيمه الشمولية، فريضة، تجسد مكوناً رئيسياً من مكونات الحياة الإسلامية، وعنصراً أساسياً من عناصر الهوية الإسلامية، وقيمة رئيسة في الكود الأخلاقي الإسلامي.غير أن القرآن يفتح للعقل المسلم هوامش عريضة لتحديد منطلقات متساوقة وإرساء أسس مواكبة من شأنها أن تؤصل لهذه الفريضة وأن تعيد ...
قراءة الكل
في مختلف مراحل التنزيل، يرسخ القرآن الكريم الجهاد بمفاهيمه الشمولية، فريضة، تجسد مكوناً رئيسياً من مكونات الحياة الإسلامية، وعنصراً أساسياً من عناصر الهوية الإسلامية، وقيمة رئيسة في الكود الأخلاقي الإسلامي.غير أن القرآن يفتح للعقل المسلم هوامش عريضة لتحديد منطلقات متساوقة وإرساء أسس مواكبة من شأنها أن تؤصل لهذه الفريضة وأن تعيد صباغة آليات ممارستها، إنطلاقاً من معطيات ومستجدات كل حقبة وكل عصر، ضم إطار الالتزام بإحداثيات الحكم الإلهي، والتحصن بثوابت الهوية الإسلامية، والتسلح بالبعد العالمي للدين الخاتم، الذي يمتلك القدرة علىالتكييف مع مستجدات حضارة المعلوماتية وعلىالإسهام في تحديد مساراتها شدبدة التعقيد والتعرج والتأثير في صيرورتها غير المحسومة.\من هذا المنطلق يقدم هذا الكتاب قراءة معرفية متأنية لمنظومة الجهاد في النص الأول، ولكل ما يقترن بها من منظومات متصلة بالهوية والسيادة والتراث والآخر، من أجلا فتح حوار مجد، متقبل لإغناء تراكمي يغذي مناطق فكر ذي طبيعة تشاركية واقترانية تتناقض مع الفكر الإطلاقي والتجريدي والشعاري، متوخية التعاطي الخلاق مع معطيات حقبة معلوماتية أخذت تحدث تأثيرات عميقة في مكونات الشرط الإنساني الفردي والجماعي، وفي طبيعة إدراك الإنسان للفضاء والزمان والبيئة والعالم، إثر انخراطه في البنيات الاتصالية الجديدة، حيث تمثل الهوية الاجتماعية فيها الحلقة الأخيرة التي لا تتشكل من قبل هذا الضرب من الإتصال فحسب، بل تشكله هي أيضاً في علاقة دائرة غير منقطعة.