عندما صدر هذا الكتاب عام 1965، كان بابلو بيكاسو قد بلغ شهرة واسعة، مكللاً بهالات إعجاب المعجبين والمريدين والنقاد، من أوساط فنية وأيديولوجية مختلفة. لقد وضع هذا الكتاب الناقدُ البريطاني اليساري جون بيرجر، عارضاً فيه رؤيةً نقدية متماسكة وشاملة لبيكاسو ولفنه، انطلاقاً من تكوين الفنان، ومن العوامل التي أثرت في نشاطه الإبداعي، والسي...
قراءة الكل
عندما صدر هذا الكتاب عام 1965، كان بابلو بيكاسو قد بلغ شهرة واسعة، مكللاً بهالات إعجاب المعجبين والمريدين والنقاد، من أوساط فنية وأيديولوجية مختلفة. لقد وضع هذا الكتاب الناقدُ البريطاني اليساري جون بيرجر، عارضاً فيه رؤيةً نقدية متماسكة وشاملة لبيكاسو ولفنه، انطلاقاً من تكوين الفنان، ومن العوامل التي أثرت في نشاطه الإبداعي، والسياق التاريخي الذي حدد مساره، لمدةٍ تويد على نصف قرن.أثار الكتاب، منذ صدوره، ولا يزال، جدلاً واسعاً في الأوساط الفنية، لا لجرأته في التصدي لكثير من المفاهيم والمعايير التي ارتكز عليها النقاد في تناولهم لفن بيكاسو فحسب، بل لمقولته الرئيسية بأن بيكاسو الفنان إنما انتهى، كقضية، وثورة، ومعلم، مع انتهاء الحرب العالمية الثانية. وهي مقولة لم يتخلَّ عنها بيرجر في المقالات والدراسات التي وضعها عن بيكاسو في ما بعد، ولا في طبعات الكتاب اللاحقة التي صدرت في أعقاب وفاة الفنان، بعد أن أضاف إليها فصولاً عام 1989، ولا في المقدمة التي خصّ بها القارىء العربي في هذه الترجمة التي تصدرها المنظمة.
