إن تدوين السير والأخبار منهجٌ سلكه أهل العلم على مرِّ الدهور وكرِّ العصور ؛ لما فيه من الادّكار والاعتبار الحاصلين بذكر أحوال وأخبار الأمم السالفة ورجالاتها ، ولا سيما الصلحاء منهم ، والذين هم القدوة لمن يأتي بعدهم ، ومنار هدىً للسالكين .ولأن ذلك هو طريق السالفين ، ومنهج العلماء الأقدمين .. فقد نقلوا إلينا أخبار من سبقهم ، وأحوا...
قراءة الكل
إن تدوين السير والأخبار منهجٌ سلكه أهل العلم على مرِّ الدهور وكرِّ العصور ؛ لما فيه من الادّكار والاعتبار الحاصلين بذكر أحوال وأخبار الأمم السالفة ورجالاتها ، ولا سيما الصلحاء منهم ، والذين هم القدوة لمن يأتي بعدهم ، ومنار هدىً للسالكين .ولأن ذلك هو طريق السالفين ، ومنهج العلماء الأقدمين .. فقد نقلوا إلينا أخبار من سبقهم ، وأحوال من تقدمهم ، وكان حريٌّ بالخلف أن ينتهجوا منهج سلفهم في التأريخ وتدوين الحادثات ، وهذا أمر بدأت ظاهرة مخيفة تعلن دون حياء الابتعاد عنه .وهذا السيد العلامة النحوي المؤرخ عمر بن علوي بن أبي بكر الكاف ـ رحمه الله تعالى رحمة الأبرار ـ قد ألف لنا كتاباً جمع فيه خلاصة الأخبار عن بعض الأعلام من أهل اليمن وسماه كمضمونه :« خلاصة الخبر عن بعض أعيان القرنين العاشر والحادي عشر » .وقد جمعه من سفرين نفيسين عند أهل التراجمات والسير هما :« السناء الباهر بتكميل النور السافر في أخبار القرن العاشر » للسيد محيي الدين عبد القادر بن شيخ العيدروس .و« عقد الجواهر والدرر في أخبار القرن الحادي عشر » للسيد محمد بن أبي بكر الشّلي رحمهما الله تعالى .وقد قسَّم كتابه هذا إلى ثلاثة أقسام كي يسهل تناوله والبحث فيه :القسم الأول : ترجم فيه لأعيان آل أبي علوي الكرام ؛ لكثرتهم وشهرتهم .والقسم الثاني : ترجم فيه لغير آل أبي علوي من علماء حضرموت وسادتها .والقسم الثالث : وضعه لغير العلماء الحضارم من مشاهير علماء بقية الجهات .وإتماماً للفائدة : قامت دار المنهاج بإلحاق كتاب « لفت النظر إلى من لم يرد ذكرهم في خلاصة الخبر ممن هم على شرط صاحبها المعتبر » للسيد الفاضل عمر بن حامد الجيلاني .وهو كتابٌ واضحٌ من عنوانه ، به يتم مراد كتاب « خلاصة الخبر » بإذن الله تعالى .