اشترط الفقهاء على الفقيه حصوله على مجموعة علوم ذات أهمية كبرى تمكنه من فهم النصوص الشرعية ليتوصل بعدها إلى معرفة استنباط الحكم الشرعي من مداركه المقررة، فلا بد للفقيه من الاحاطة بالقواعد الفقهية والأصول الشرعية الثانوية ومن القواعد اللفظية الثابتة من الشارع بالتواتر أو بالكتاب والسنة أوالإجماع بالعمومات النبوية والعمومات الصادرة...
قراءة الكل
اشترط الفقهاء على الفقيه حصوله على مجموعة علوم ذات أهمية كبرى تمكنه من فهم النصوص الشرعية ليتوصل بعدها إلى معرفة استنباط الحكم الشرعي من مداركه المقررة، فلا بد للفقيه من الاحاطة بالقواعد الفقهية والأصول الشرعية الثانوية ومن القواعد اللفظية الثابتة من الشارع بالتواتر أو بالكتاب والسنة أوالإجماع بالعمومات النبوية والعمومات الصادرة عن الأئمة الأطهار والجارية مجرى القواعد، والقواعد المستنبطة من كلام الفقهاء من موارد الأدلة المتفرقة بحيث قام الاجماع عليها ومعرفة مستندها ومداليلها وموارد مخصصاتها وما يعارضها من باب الطهارات إلى باب الديات.بالنسبة للقواعد الفقهية والتي تعد علماً على الفقيه الحصول عليه، فليس من المبالغ القول أنها لا تقل أهمية عن القواعد الأصولية، فالقواعد الأصولية تكمن أهميتها من خلال وقوعها في طريق استنباط مجموعة من الأحكام الفقهية، وكذلك الأمر في القواعد الفقهية. فالفقيه يستعين بها من تحصيل مجموعة من الأحكام الفقهية.وقد اهتم علماء الأصول والفقه بالقواعد الأصولية وأولوها اهتماماً بالغاً وأفردوا لها عنواناً خاصاً بها اسمه علم الأصول، وقسموا الأصول إلى قسمين: أصول لفظية وأصول عملية، وبلغوا حالة من الرقي والإبداع خصوصاً بعد النزاع الحاد بينهم وبين الاخباريين، واستطاعوا ازاحة الاخباريين، أو قل ازاحة القسم الأخطر، وجلسوا على عرش الاصول ملوكاً من الطراز الأجمل والأكبر. ولكن ومع ذلك، لا نجد من ناحية أخرى أي اهتمام بالقواعد الفقهية، حتى أن الشيخ الأعظم الذي أدى دوراً مباركاً في إبداع القواعد الأصولية تعرض لقاعدة لا ضرر عرضاً في أواخر بحث الاشتغال، وهكذا نجد في القواعد الأخرى مثل قاعدة الفراغ والتجاوز بحثاً بمناسبة خاصة ولم يفرد بحث خاص لذلك.ومن الكتب التي ألفت في هذا المجال كتاب "عوائد الايام في بيان قواعد الاحكامومهمات مسائل الحلال والحرام" للشيخ أحمد النزاغي، إلا أنه ليس بمستوعب لها بل يشتمل على عدد قليل منها. وهناك مؤلفات أخرى إلا أنها دون المطلوب بالنسبة لعلم بهذه الأهمية.من هنا جاء هذا الكتاب الذي يحاول المؤلف من خلاله تقديم كمية كبرى من القواعد الفقهية بشكل ليس فيه ايجاز مخل ولا إسهاب ممل وجاءت كالتالي: القواعد المستخرجة من القرآن وتبعها القواعد المستخرجة من أقوال النبي صلى الله عليه وسلم والأئمة عليهم السلام وقد استهل الكتاب بعض الفوائد وهي بيان الفارق بين القاعدة الفقهية والقاعدة الأصولية، توضيح كل من المسألة الفقهية والقاعدة الفقهية وما به الاشتراك والامتياز.