يشكّل هذا الكتاب سجلاً حافلاً بكل ما يتصّل بمجالات الإعلام والاتصال والإعلان من مفردات ومصطلحات معاصرة في سياق تحليلي يرمي إلى شرح المفاهيم وتأثير التطوّرات التقنية المتسارعة في السلطات اللغويّة التي تمتعت بها العربية على مرّ العصور، وصولاً إلى تحوّلات السلطة نحو الإعلام وتأثيرها في انهيار السلطات اللغوية في عصر العولمة.لقد صمدت...
قراءة الكل
يشكّل هذا الكتاب سجلاً حافلاً بكل ما يتصّل بمجالات الإعلام والاتصال والإعلان من مفردات ومصطلحات معاصرة في سياق تحليلي يرمي إلى شرح المفاهيم وتأثير التطوّرات التقنية المتسارعة في السلطات اللغويّة التي تمتعت بها العربية على مرّ العصور، وصولاً إلى تحوّلات السلطة نحو الإعلام وتأثيرها في انهيار السلطات اللغوية في عصر العولمة.لقد صمدت اللغة العربية حاملة خلال الألفية الأولى الفكر والعلم والأدب، فاحتلت مكانة دولية مرموقة. وصمدت خلال الألفية الثانية في وجه الاستعمار الأجنبي الذي دأب على سلبها صلاحياتها وسلطاتها وحضورها كأداة للتداول الرسمي والاجتماعي.. فهل تصمد في وجه المتغيّرات التي تحملها بداية الألفية الثالثة ورياح العولمة؟يعالج هذا الكتاب على نحو شمولي جدليات اللغة والسلطة والإعلام وعلاقتها بالحق والقوة والسيادة محلّلاً السلطات العامة والخاصة للغة العربية، باحثاً في انهيارات السلطات اللغوية من خلال اتخاذ لبنان كحالة للدراسة، مشيراً إلى محطات الانهيار الشديدة الوضوح في آثار الحرب الأهلية وطغيان اللهجات المحكية وتأثيرها في الصحافة المكتوبة، ومن ثم في وسائل الإعلام السمعية – البصرية. أما تحوّلات السلطة نحو الإعلام والانهيارات العامة واللغوية في عصر العولمة فتحتلّ حيزاً مهماً من الكتاب شكل قسماً مكثفاً حافلاً بالمراجع والمعلومات المعاصرة لشرح تراجع الصحافة في تزاوجها مع تقنيات الشاشة في تشظياتها المختلفة من سلطة الشاشة التلفزيونية إلى شاشات الألعاب الالكترونية وسلطات أجهزة التحكم من بعد وصولاً إلى الفأرة الالكترونية والانترنت المزودة بسلطات العولمة الرقمية إلى سلطات الإعلان.. حيث تتقلص المسافات وتطغى سلطات الإعلام وتوثق بها استراتيجيات الأفراد والدول للظفر بالمعلومات كمقياس للتقدم والحضارة.كتاب تحتاجه - ولا شك - المكتبة العربية اليوم رفعاً للتحديات، وحرصاً على البلاغة والمتعة في لغة العرب.