لا يخفى على أحد أن النّقد المتكرر الذي يوجّهه المجتمع الدولي إلى الأنظمة السياسية العربية اليوم هو قلّة تطابق أساليب حكمها مع مبادئ الديمقراطية، أو بالعبارة الغربية "قلة ديمقراطيتها". أخطر من ذلك، تُتّهم هذه الأنظمة باستخدام شعارات الديمقراطية وأساليبها لتقوية شوكتها: إذ خلافا للدكتاتوريات السابقة، تدّعي هذه الأنظمة التسلطية أنه...
قراءة الكل
لا يخفى على أحد أن النّقد المتكرر الذي يوجّهه المجتمع الدولي إلى الأنظمة السياسية العربية اليوم هو قلّة تطابق أساليب حكمها مع مبادئ الديمقراطية، أو بالعبارة الغربية "قلة ديمقراطيتها". أخطر من ذلك، تُتّهم هذه الأنظمة باستخدام شعارات الديمقراطية وأساليبها لتقوية شوكتها: إذ خلافا للدكتاتوريات السابقة، تدّعي هذه الأنظمة التسلطية أنها تستمد سلطتها من الشعب مباشرة. فلا عجب إن تحولّت "الديمقراطية" في الدول العربية إلى ما يصفه أفلاطون "بأفضل نظام يولد الطغيان"... فإن اعتاد الباحثون في مجال العلوم السياسية والقانون الدستوري على تحليل سير المؤسسات الحكومية لمحاولة فهم الخلل الذي يحول بين أنظمة الحكم العربية وتكريس مبادئ الديمقراطية فيها، يرى عدد متزايد من الكتاب المعاصرين في دراسة تاريخ الحق النقابي أحد المفاتيح الأساسية التي تسمح بفهم واقع الأنظمة السياسة العربية.