هذا العمل العلمي "العقائد الدينية في مصر المملوكية بين الإسلام والتصوف" الذي كتبه الدكتور أحمد صبحي منصور، وهو عالم ومفكر إسلامي مثير للجدل، وله بحوث عديدة في التاريخ الإسلامي اتسمت بقوة الحجة والبحث والإطلاع والتوفيق.والكتاب الذي بين أيدينا يشكل مراجعة من الباحث على كتابه: "التصوف والحياة الدينية" دعمها بالرجوع إلى بدايات التصو...
قراءة الكل
هذا العمل العلمي "العقائد الدينية في مصر المملوكية بين الإسلام والتصوف" الذي كتبه الدكتور أحمد صبحي منصور، وهو عالم ومفكر إسلامي مثير للجدل، وله بحوث عديدة في التاريخ الإسلامي اتسمت بقوة الحجة والبحث والإطلاع والتوفيق.والكتاب الذي بين أيدينا يشكل مراجعة من الباحث على كتابه: "التصوف والحياة الدينية" دعمها بالرجوع إلى بدايات التصوف التاريخية والعقدية والفكرية، وحذف منها بعض الفصول وأضاف إليها ما يحتاج إليه من أبحاث تضمنتها رسالته للدكتوراه التي نوقشت، خصوصاً فيما يتصل بعلاقة الصوفية بالفقهاء، وبعض النواحي العقلية والاجتماعية. وقد حرص على توثيق كل ما كتبه بالمصادر الأولية، التي يستطيع أن يرجع إليها القارئ للتحقيق من الأمانة العلمية للباحث في محاولته التعرف على التصوف وعقائده ورسومه، وتحديد الفجوة بينه وبين الإسلام الصحيح من خلال القرآن.والكتاب يتناول التصوف عقيدة وتاريخاً، ويتحدث عن بداياته، وانتشاره، وسيطرته على العصر المملوكي، كما تناول مراحل العقيدة الصوفية، وتطورها في مصر المملوكية، وصراع الفقهاء والصوفية في القرون السابع والثامن والتاسع والعاشر الهجرية، ويعيب على الغزالي وابن عربي غموضهما ومغالطتهما وعدم اكتفائهما بالقرآن مرجعاً.كذلك تحدث الباحث عن الشعراني ممثل الفقه والتصوف، وطبيعته، وتسلحه بالفقه لخدمة التصوف، وهجومه على معاصريه من الصوفية، وتحدث عن القرن العاشر "عصر المجاذيب" الذين ذكرهم الشعراني وفرق بين المجذوب والصوفي المتطرف، وتحدث عن التلمساني، وعن حركة ابن تيمية وما أحدثته من رد فعل مضاد على الجانب الصوفي المتطرف، كذلك تحدث عن أدعياء النبوة في القرنين الثامن والتاسع، وادعاء الصعود إلى السماء.وقد تناول الباحث في الباب الثاني تقديس الولى الصوفي في مصر المملوكية، وتحدث عن أنواع أولياء الصوفية وكراماتهم، كما تحدث عن ولي الله في التصوف، وتعرض لتأليه الولي الصوفي، وادعاءات الصوفية الخوارق وعلم الغيب، وناقش هذه الادعاءات مناقشة علمية.كذلك قدم دراسة في أساطير الكرامات في العصر المملوكي، واختصاص بعض الأولياء بكرامات معينة دون غيرهم، وتطوع الناس بترويج هذه الكرامات، واختراعهم الكثير من كرامات الصوفية.والكتاب بذلك يرتاد لأول مرة طريقاً جديداً في البحث التاريخي، هو بحث الحياة الدينية للمسلمين في العصر المملوكي، لتوضيح الفجوة بين الدين الحنيف الصحيح والمعتقدات الدينية البعيدة عن الدين، وهو يستعين بالدين الحقيقي في محاربة الأوهام الدينية والسلوكيات الضالة التي أخرت المسلمين، وهو بذلك يعد من كتب التنوير المهم التي تحارب الأباطيل.