يتناول هذا الكتاب النظريات السوسيولوجية الرئيسية عن الجريمة. وبالرغم من وجود مداخل عديدة لدراسة الجريمة، فإن علم الجريمة قد اصطبغ بالطابع السوسيولوجي منذ عشرينات القرن العشرين. ولقد صُمم هذا الكتاب ليكون كتاباً مدرسياً لطلاب الجريمة في مرحلة التعليم الجامعي. وعلى الرغم من أنه قد كتب وفي الذهن طلاب مرحلة الليسانس، فإنه يتضمن الكث...
قراءة الكل
يتناول هذا الكتاب النظريات السوسيولوجية الرئيسية عن الجريمة. وبالرغم من وجود مداخل عديدة لدراسة الجريمة، فإن علم الجريمة قد اصطبغ بالطابع السوسيولوجي منذ عشرينات القرن العشرين. ولقد صُمم هذا الكتاب ليكون كتاباً مدرسياً لطلاب الجريمة في مرحلة التعليم الجامعي. وعلى الرغم من أنه قد كتب وفي الذهن طلاب مرحلة الليسانس، فإنه يتضمن الكثير الذي قد يفيد طلاب الدراسات العليا.إن الهدف من هذا الكتاب هو طرح رؤية واضحة لنظريات علم الجريمة للطلاب المبتدئين في دراسة نظريات الجريمة. ونحن نعتقد أنه يمكن فهم النظريات بصورة أفضل إذا عاش الطالب – بطريقة ما – مكان وزمان ظهور النظرية.منذ أن أصبحت دراسة الجريمة تشغل احد الاهتمامات الأساسية في علم الاجتماع، ظهر العديد من الكتابات والمحاولات لاستعراض التراث العلمي "لعلم الاجتماع الجنائي" أو ما يطلق عليه البعض "علم الإجرام الاجتماعي".وإذا كان علم الاجتماع – بصفة عامة – يزخر بالعديد من الكتابات التي تتناول تاريخ وتطور النظرية السوسيولوجية. فقد كان من الطبيعي أن يتزامن مع ذلك – أو بعده بقليل – ظهور كتابات مماثلة تتناول – وبصورة محددة – تاريخ وتطور النظرية في علم الجريمة.ويمثل المؤلف الراهن إسهاماً متميزاً في تناول نظريات علم الجريمة لاعتبارين اثنين عديدة نحددهما فيما يلي:أولاً: إن المستهدف من الكتاب –بالدرجة الأولى- هم الطلاب الدارسين لعلم الجريمة في مرحلتي الليسانس والدراسات العليا، الأمر الذي انعكس على طبيعة عرض محتويات الكتاب فجاءت منظمة ومنسقة بما يحقق الاستفادة العلمية منه.ثانياً: اتبع المؤلف خطاً فكرياً واحداً في عرض نظريات الجريمة. حيث كان عرض النظرية يبدأ باستعراض السياق الاجتماعي ثم الفكري، فالمنظور النظري، ثم تصنيف النظرية. وفي النهاية يقدم تلخيصاً مركزاً للنظرية، وأهم النقاط الأساسية بها. وعلى الرغم من أن هذا العرض المنظم قد حقق من حيث الشكل – وبصورة جيدة – هدفاً تعليمياً أساسياً – ألا وهو عرض التراث بطريقة تمكن الطالب من فهم واستيعاب الموضوع بصورة منظمة – إلا أنه روعي في هذا العرض ثلاثة أمور أساسية:أولها: التركيز في العرض يفترض وجود خلفية للدارس عن الموضوع وهو أمر غير يقيني في أغلب الأحوال، وبالتالي جاء العرض أكثر تفصيلاً وإيضاحاً.أما الأمر الثاني فقد اهتم في عرض النظريات الانتقادات التي وجهت لنظريات الجريمة، وهو أمر جعل العرض مكتملاً إلى حد كبير. لأن النقد – بصفة عامة – في جوهره يعد أمراً متمماً للنظرية، لأنه ببساطة يمثل حاجة إلى استكمال ما قد يعتور النظرية من قصور، ولن يتم ذلك إلا من خلال الإسهامات التي يقدمها مختلف العلماء للنظرية، تلك الإسهامات التي يعد النقد من أبرزها. ومن ثم فقد اهتم المؤلف باستعراض أبرز أوجه النقد التي تعرضت لها نظريات الكتاب.أما الأمر الثالث فيرتبط بتعمد الإشارة إلى البحوث والدراسات في مجال الجريمة والانحراف، ولو حتى بالاقتصار على الإشارة إلى أبرز نتائج هذه البحوث. لقد كان ذلك أمراً ضرورياً للوقوف على مدى صدق المقولات النظرية لنظريات الكتاب من عدمه. ولذا اهتم المؤلف باستعراض أهم نتائج البحوث والدراسات وثيقة الصلة بنظريات الجريمة.ثالثاً: اعتمد المؤلف على مجموعة من الأسس في تصنيف النظريات، ويعد ذلك أمراً عظيم الفائدة، لأنه ببساطة ينتقل بالطالب من مرحلة الحفظ والاستظهار إلى مرحلة الفهم ثم التطبيق، وهي عملية هامة في مرحلة التعليم الجامعي.