يكتب عبدالمنعم شمس في كتابه: كان أشهر أغا في مصر هو خليل أغا، والأغا هو الرجل الخصيَّ الذي أُفقد ذكورته منذ كان طفلا، ولذلك كان يسمح له بدخول الحريم في الجيل الماضي، وقد يبلغ الأمر أنه يدخل مع السيدة في الحمام فلا يخشى منه لأنه والسيدة سواء، وله أوقاف هائلة وهناك في حي القلعة عمارات سكنية معروفة كان يملكها خليل أغا وله مدرسة باس...
قراءة الكل
يكتب عبدالمنعم شمس في كتابه: كان أشهر أغا في مصر هو خليل أغا، والأغا هو الرجل الخصيَّ الذي أُفقد ذكورته منذ كان طفلا، ولذلك كان يسمح له بدخول الحريم في الجيل الماضي، وقد يبلغ الأمر أنه يدخل مع السيدة في الحمام فلا يخشى منه لأنه والسيدة سواء، وله أوقاف هائلة وهناك في حي القلعة عمارات سكنية معروفة كان يملكها خليل أغا وله مدرسة باسمه في العباسية وشارع في جاردن سيتي.ويكتب عن عربة الخديوي والعربات التي تشبهها، فيقول: وقد حدث أن صنعت الراقصة شفيقة القبطية لنفسها عربة تشبه عربة الخديوي عباس الثاني، فقامت قائمة قصر عابدين.وكان من عادة الخديوي توفيق أن يركب عربته ويذهب إلى محطة باب اللوق ليركب القطار إلى حلوان، حيث كان له قصر هناك أصبح مدرسة حلوان الثانوية، وكانت محطة باب اللوق في ذلك العصر تسد شارع قوله، وكانت نهاية خط السكة الحديد عند ميدان الفلكي.ثم يتوقف أمام الواقع الاجتماعي، فيكتب عن الماء: وفي هذه الفترة دخلت في بيوت بعض أبناء البلد من القادرين صنابير الماء ومواقد غاز الاستصباح، وأقيمت أبنية على الطراز الأوروبي لها نوافذ تفتح وتغلق ولها شرفات أو بلكونات ذات أسوار حديدية مشغولة ودرابزينات حديدية أنيقة لسلالم البيت، وكانت البيوت القديمة لها مشربيات أو نوافذ لا تفتح بل ترفع إلى أعلى، وليست لها شرفات تطل على الشارع، وعندما بنيت هذه البيوت كان يسكنها الأجانب مع أن أصحابها كانوا من المصريين الذين يرفضون أن تظهر نساؤهم في الشرفات أو النوافذ، ثم تطورت الأمور وسكن بعض المصريين في هذه الشقق وكان من عادتهم قبل ذلك أن يسكنوا في بيوت من أبوابها كما يقولون، فلا يشاركهم أحد في البيت.لا يمكن الكتابة عن القاهرة إلا عند التوقف أمام ظاهرة الفتوات: وكان من العادات أن يتقدم فتوة الحي أي ركب لفرح يمر بالحي، فإذا دخل إلى حي آخر له فتوة آخر لابد أن ينسحب ويسلم القيادات لفتوة هذا الحي ويسير خلفه وقد أمسك عصا في يده ليرفع فتوة الحي الآخر عصاه إلى أعلى، وإذا حدث صدام بين الاثنين فإن زفة الفرح تنقلب إلى معركة ويتبعثر الفرح، وقد حدث هذا في حالات قليلة جدا لأن من عادة أولاد البلد المجاملة وهم لا يحبون إفساد الأفراح أو قلب الفرح إلى غم مهما كانت الأسباب، ولو حدث هذا فإنه يحدث في الحالات النادرة وفي ظروف خاصة جدا. يوسف القعيد