تعبر اللغة بالمقولات النحوية عن المفاهيم والتصورات البشرية،عن كيفية بنائها في الأذهان.وعلى اللساني أن يرصد هذه المفاهيم وينسبها إلى اللغة الطبيعة من خلال مسألة تعبيريتها ،واقتراح أنسقة علاقية مبررة بين المقولة النحوية وما يقابلها من تصورات .وفي هذا الإطار ،يقتضي البحث في الإحالة الزمنية مساءلة تعبير مقولة الزمن عن أشكال هذه الإح...
قراءة الكل
تعبر اللغة بالمقولات النحوية عن المفاهيم والتصورات البشرية،عن كيفية بنائها في الأذهان.وعلى اللساني أن يرصد هذه المفاهيم وينسبها إلى اللغة الطبيعة من خلال مسألة تعبيريتها ،واقتراح أنسقة علاقية مبررة بين المقولة النحوية وما يقابلها من تصورات .وفي هذا الإطار ،يقتضي البحث في الإحالة الزمنية مساءلة تعبير مقولة الزمن عن أشكال هذه الإحالة في تنوعها وفي نسقيتها،ورصد تنوع المقولات الزمنية، وربط أشكال الزمن النحوية بالتصور الزمني. وينصب ها العمل على تنوع الإحالة الزمنية في اللغة العربية وما يقابله من تنوع في الصرف،سواء أكان هذا الصرف عبارة عن تناوبات صيغية ،أم كان أدوات ومكونات تدخل على الفعل بانية بذلك تنوع التعبير الزمني في العربية. كما يسعى العمل إلى بناء نسق زمني – جهي يرصد هذا التنوع ويعبر عنه اعتمادا على بعض النظريات والاجتهادات الحديثة. غير أن البحث في نسق الزمن في اللغة العربية يواجه ما يمارسه التقليد الاستشراقي من تأثير. ومعلوم أن النحاة العرب القدماء يعقدون،بإزاء التمايز الصرفي في الفعل ،تمايزا زمنيا.أما أغلب المستشرقين فيرون فيه تمايزا جهيا. وقد أثرت هذه الدراسات،العربية منها والاستشراقية على الطريقة التي حلل بها النسق الزمني في اللغة العربية ، في جعل الكثير من الأبحاث تنحو هذا المنحى أو ذاك .يضاف إلى هذا مشكل آخر له طبيعة نظرية.فأول سؤال نظري،ينبغي طرحه بخصوص التمايزات الزمنية التي تعبر عنها الأفعال ،يتعلق بمعرفة مدى امكان إقامة خطاطة للأزمنة النحوية يكون انطباقها كليا. من هنا ينصب اهتمامنا على مشاكل الإحالة الزمنية وعلى توضيح ارتباطها بمفهوم الزمنية كما تعبر عنه اللغات عموما.ومن ثم فان منظورنا منظور مقارن،وخاصة بلغات خضعت معطياتها للوصف واعتمدت في اقتراح افتراضات أساسية.