كتاب الأمثال

نبذة النيل والفرات:الأمثال مرآة تنعكس عليها عادات الشعوب وسلوكها وأخلاقها وتقاليدها، وهي معين لا ينضب لمن يريد دراسة المجتمع، أو اللغة أو العادات الشعبية، عند أمة من الأمم، وها هو ابن عبد ربه يصفها في كتابه: العقد الفريد بأنها "وشى الكلام" وجوهر اللفظ، وحلى المعاني، والتي تخيرتها العرب، وقدمتها العجم، ونطق بها في كل زمان، وعلى كل لسان، فهي أبقى من الشعر، وأشرف من الخطابة، لم يسر شيء مسيرها ولا عمّ عمومها، حتى قيل: أسير من مثل... وقد ضرب الله عز وجل الأمثال في كتابه، وضربها رسول الله صلى الله عليه وسلم في كلامه، قال الله عز وجل "يا أيها الناس ضرب مثل ما استمعوا له".وكتاب الأمثال للمؤرخ السدوسي، يعد من أقدم كتب الأمثال بعد كتاب الأمثال للمفضل بن محمد بن يعلى الضبي. وقول المستشرق الألماني زلهايم يؤكد على ما قلنا إذ أنه قال: "يحس المرء عند قراءة هذا الكتاب الصغير في الأمثال، أن صاحبه كان لغوياً، فإن المؤرخ كان يهتم، أولاً وقبل كل شيء، بالتفسيرات اللغوية للأمثال، على العكس من المفضل الضبي، وكان كثيراً ما يخرج عن الموضوع، فمثلاً لم يكتف بتفسير كلمة "مرخ" في المثل القائل "أقدح بذملي من مرخ" كما لم يكتف بذكر السبب في صلاحية المرخ لإشعال النار-بل وصف أجزاء الزناد المختلفة، وبين التفسير اللغوي لهذا الكلمة".وبالعودة لمضمون هذا الكتاب نجد أنه لم يأت كباقي الكتب القديمة مرتباً على نحو معين بل وهو يجمع خليطاً من الأمثال، نحو "قبل الرماء تملأ الكنائن"، قد بلع السيل الزُمى... إلى جانب الكثير من التعبيرات اللغوية، مثل: طل دَمه، كواه وقاع... وأحياناً يذكر المؤرخ كلمات لغوية غريبة ويفسرها بالشعر، مثل :المبسل، الجمة، أو يذكر شعراً دون تفسير. وفي الكتاب أيضاً-عدا ذلك-الكثير من الشواهد التي يندر العثور على بعضها في المصادر الأخرى: ففيه 95 بيتاً من الشعر إلى جانب 82 بيتاً من الرجز، معظمها مجهول. وبالنظر للأهمية التي تحيلها هذا الكتاب فقد اعتنى الدكتور "رمضان عبد التواب" بتذييله بتحقيق لطيف هدفه توضيح ما أبهم من ألفاظ وما أشكل من عباراته.