نبذة النيل والفرات:حرص المؤلف في هذا الكتاب على أن يقدم للقارئ العربي، ومتناولاً بالدراسة والتحليل التراث السوسيولوجي لأحد وأهم فرع من فروع علم الاجتماع كما جاءت اهتمامات المؤلف لتركز ليس فقط، على عرض وتناول أحدث ما جاء في الكتابات النظرية لعلماء علم الاجتماع الصناعي، ولكن أيضاً قد تبلورت كثير من أفكار هذا الكتاب من خلال نتائج ا...
قراءة الكل
نبذة النيل والفرات:حرص المؤلف في هذا الكتاب على أن يقدم للقارئ العربي، ومتناولاً بالدراسة والتحليل التراث السوسيولوجي لأحد وأهم فرع من فروع علم الاجتماع كما جاءت اهتمامات المؤلف لتركز ليس فقط، على عرض وتناول أحدث ما جاء في الكتابات النظرية لعلماء علم الاجتماع الصناعي، ولكن أيضاً قد تبلورت كثير من أفكار هذا الكتاب من خلال نتائج الدراسات الميدانية التي أجراها المؤلف على مجموعة من المؤسسات والشركات والمناطق الصناعية.وهدفه من تقديم هذه الدراسة هو توضيح كيفية تطور هذا الفرع الهام من فروع علم الاجتماع وجعله في متناول الجميع للتعرف على أحدث ما كتب في التراث السوسيولوجي العالمي والأكاديمي بالنسبة لعلم الاجتماع الصناعي أو يعرف حديثاً بعلم المجتمعات الصناعية وما بعد الصناعية بصورة عامة. وهذا ما جاء بالفصل في عملية التقسيم الداخلي لهذا الكتاب، الذي ينقسم إلى ثلاث أبواب رئيسية، يعالج الباب الأول فيه، مجموعة من الأفكار التي ترتبط عموماً بالنشأة التطورية لعلم الاجتماع الصناعي وأهم مجالاته وعلاقته بالعلوم الاجتماعية والأخرى وهذا ما جاء في الفصل الأول.ويشير لأهم المفاهيم والتعريفات والتسميات التقليدية والحديثة المرتبطة بعلم الاجتماع الصناعي، لا سيما الأفكار الحديثة التي طرحها المتخصصين في السنوات الأخيرة. كما وفيه عرض للمراحل التطورية التي يمر بها علم الاجتماع الصناعي منذ منتصف القرن الثامن عشر وحتى نهاية القرن الحالي (العشرين). كما يعرض الفصل الثالث: أهم المجالات التقليدية والميادين الحديثة التي يركز على دراستها علم الاجتماع الصناعي ومع بيان الأهداف العامة لهذا العلم وعلاقته بأهم العلوم الاجتماعية الأخرى والعديد من فروع علم الاجتماع التي تتداخل مع اهتماماته وساعدت على تطوره وتحديثه.أما الباب الثاني من هذا الكتاب فلقد شمل الفصول الثالث، والرابع، والخامس، ويعرض عموماً لأهم النظريات الكلاسيكية والحديثة في مجال علم الاجتماع الصناعي، والتي تعكس عموماً مدى التطور النظري خلال أكثر من قرن من الزمان شهدها بالفعل خذا العلم، حيث ركز الفصل الثالث على تناول نظريات الإدارة العلمية والتكوين الإداري، ومشيراً لأهم المعالجات النظرية التي اهتمت بدراسة مؤسسات التصنيع أو الشركات الصناعية.كما يتناول الفصل الرابع من الكتاب، نظرية العلاقات الإنسانية ودراسة الجماعة، أو ما يعرف عموماً بالاتجاه التفاعلي في دراسة الجماعة داخل المؤسسات والتنظيمات الصناعية، وإلى أي حد جاءت هذه النظريات كرد فعل للنظريات التقليدية أو الإدارية عامة. كما عالج الفصل الخامس، أهم نظريات البيروقراطية في دراسة التنظيمات الصناعية على وجه الخصوص، ومن أهم هذه النظريات تصورات ماكس فيبر حول البيروقراطية وإسهاماته الميدانية والنظرية، التي قام بدراستها على التنظيمات الصناعية، ثم أهم المداخل والاتجاهات الحديثة، التي جاءت في تصورات أصحاب النسق الاجتماعي، والمدخل البنائي الوظيفي، ونظرية اتخاذ القرارات، علاوة على المداخل المتطورة والحديثة في علم الاجتماع الصناعي، والتي تسمى بنظريات المجتمع الصناعي وما بعد الصناعي.ثم جاء الباب الثالث والأخير من الكتاب، ليشمل الفصول من السادس حتى الثامن، ويركز على دراسة عدد من الظواهر والمشكلات والقضايا التي يهتم بدراستها عموماً علم الاجتماع الصناعي الحديث. وهذا بالفعل ما تناوله الفصل السادس عند معالجته "لظاهرة المشكلات متعددة الجنسيات" باعتبارها من أهم المظاهر الحديثة للمصانع والمؤسسات الإنتاجية والصناعية، والتي تسيطر عموماً على الإنتاج الصناعي العالمي.كما ركز الفصل السابع على تناول مشكلة "نقل التكنولوجيا إلى العالم الثالث" ولا سيما أن هذه المشكلة تعد من المشكلات والقضايا الهامة، التي يهتم بها الكثير من المتخصصين في فروع علم الاجتماع عامة، وعلم الاجتماع الصناعي على وجه الخصوص. كما جاء الفصل الثامن والأخير، ليتناول إحدى التجارب التنموية الصناعية التي ظهرت في السنوات الأخيرة، مثل تجربة الأسيان أو مجموعة دول جنوب شرق آسيا، كنماذج للتنمية الصناعية.