الكتاب طبعة ثالثة.الإيمان بالأنبياء بجملتهم وضعف حديث أبي ذر في عددهم الإيمان بالأنبياء عليهم الصلاة والسلام وبيان ضعف حديث أبي ذرٍّ في حصر عددهم والتفريق بين الأنبياء والرسل الأنبياء هم بشر اصطفاهم الله لحمل نبوّته وتبليغ رسالته. فهو يوحي إليهم من أمره ما يشاء، ثم يقومون بإبلاغ ما أوحي إليهم من ربهم، ولا يكتمون الله حديثًا، يقو...
قراءة الكل
الكتاب طبعة ثالثة.الإيمان بالأنبياء بجملتهم وضعف حديث أبي ذر في عددهم الإيمان بالأنبياء عليهم الصلاة والسلام وبيان ضعف حديث أبي ذرٍّ في حصر عددهم والتفريق بين الأنبياء والرسل الأنبياء هم بشر اصطفاهم الله لحمل نبوّته وتبليغ رسالته. فهو يوحي إليهم من أمره ما يشاء، ثم يقومون بإبلاغ ما أوحي إليهم من ربهم، ولا يكتمون الله حديثًا، يقول الله سبحانه: {يَاأَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ}([1]) .فكلهم ممن أُوحي إليهم بشرع، وأُمروا بتبليغه، يقول الله سبحانه: {وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلاَ تَكْتُمُونَهُ}([2]) .والأنبياء، هم رؤوس من أُوتوا الكتاب، وأخذ منهم العهد والميثاق في البيان وعدم الكتمان.فالأنبياء هم الرسل، والرسل هم الأنبياء، تنوع الاسم، والمسمى واحد. قال الله سبحانه: {رُسُلاً مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ}([3]) ، وقال: {كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ وَأَنْزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ}([4]) . فأمر الله النبيين بما أمر به المرسلين. وأما التعريف بقولهم: إن الرسول هو من أُوحي إليه بشرع، وأُمر بتبليغه. والنبي: هو من أُوحي إليه بشرع، ولم يؤمر بتبليغه. فهذا يُعد من الخطأ المتناقل، الذي انتشر واشتهر على ألسنة الناس، وفي عقائدهم في كل بلد، وحتى التبس الأمر فيه على العلماء الكبار، فظنّوه حقًّا، وهو لا صحة له، إذ لا يوجد نبي أُوحي إليه بشرع من الأمر والنهي، والفرائض والأحكام، والحلال والحرام، ثم يصر على كتمانه وعدم بيانه!! لكون هذا ينافي مقتضى الرسالة والأمانة، فكلهم مكلفون بنشر الدعوة وتبليغ الرسالة.وأول من رأيناه تكلم بهذا التفريق بين النبي والرسول، هو الإمام النووي. فتلقاه الناس عنه، وهو إنما أخذه من الحديث الموضوع المنسوب إلى أبي ذرٍّ في التفريق بين الأنبياء والرسل! وسيأتي الكلام على بيانه بما يقتضي بطلانه.