منظومة مباركة في تربية النَّاشئة .. كنوز المستقبل .حَبَّر رجزَها عَلمٌ من أعلام الشَّافعيَّة الكبار ، ونسج بردتها من التَّوجيهات الشَّرعيَّة والآداب المرعيَّة في هذا الشَّأن .إنَّه العلاَّمة الشَّهير محمَّد بن أحمد الرَّملي ، المتوفَّى سنة ( 1004هـ ) .ولجودة سبكها ، وغزارة فوائدها ، وأهمِّيَّة موضوعها ، وندرة التأليف فيه .. قام ...
قراءة الكل
منظومة مباركة في تربية النَّاشئة .. كنوز المستقبل .حَبَّر رجزَها عَلمٌ من أعلام الشَّافعيَّة الكبار ، ونسج بردتها من التَّوجيهات الشَّرعيَّة والآداب المرعيَّة في هذا الشَّأن .إنَّه العلاَّمة الشَّهير محمَّد بن أحمد الرَّملي ، المتوفَّى سنة ( 1004هـ ) .ولجودة سبكها ، وغزارة فوائدها ، وأهمِّيَّة موضوعها ، وندرة التأليف فيه .. قام علاَّمة عصره وفخر دهره الشَّيخ عبد الله بن أحمد باسَوْدان بوضع شرح لطيف عليها .شرح نفيس ، يوضح مراميها ، ويبيِّن مقاصدها ، ويحلُّ ألفاظها ، ويدعم ما احتوت عليه من إرشادات في التَّربية .فوضع هذا الشَّرح الهناءَ على النَّقَب ، وجَلى ببيانه ما قد يخفى على العامَّة .فكانت هذه الرِّسالة مشتملة على أُصول التَّربية ، منتظمة لشؤون الأطفال ، وما يجب على الأولياءِ تجاه فلذات أكبادهم ، وهم المسؤولون عنهم يوم القيامة ؛ إذ كل مسؤول يسأل عن رعيته .فهي تعالج موضوعاً هامّاً ، وهو من كبريات القضايا الاجتماعية والأخلاقية .هو تنشئة الإنسان وتربيته على محامد الأخلاق والصفات ، والتمسك بالمكارم والفضائل والتحلي بها ، وهجر السيِّىء منها والتحذير منه ، والابتعاد بالكلية عن كل ما هو سيَّىء .وممَّا يزيد من أهمِّيَّة هذه الرِّسالة ، ويرفع من شأنها .. أنَّها نشرت في هذا العصر الَّذي اختلَّت فيه موازين التَّربية كنتيجة للاتصال العالمي ، وامتزاج الثَّقافات ، حتَّى أدَّى هذا إلى عزوف بعض الأُسر المترفة عن قواعد التَّربية الأصيلة الَّتي ارتضاها لنا ديننا الحنيف ، واستبدل بها الذي هو أدنى ، مما لا يحمد عاقل عقباه ، وكان ذلك حينما عمد إلى الأسس الأخلاقية التي لا يختلف فيها عقل الحكماء وأهل العلم ، فهجرها وعمد إلى وخيم الأخلاق فتحلى بها !!ومن هذا المنطلق .. رأينا نشر هذه الرِّسالة لتذكِّر النَّاسي ، وتنبِّه الغافل ، وتعلِّم الجاهل المتزمِّل في بردته .