لم يكن موباسان سائحاً أو متسكعاً، في تونس أو غيرها، إنه كاتب يشبه المكتشفين، فهو مع حاجته إلى الشمس الساطعة كان يراقب حركة الحياة في الموانئ والمدن التي زارها، وكتب عنها بقلم يجيد الكتابة.في هذا الكتاب رحلات كاتب باريسي ميسور الحال، اغتنى من حقوق التأليف والإستكتابات والترجمات، برفقة خادم فرّاش، وأحياناً برفقة إمرأة جميلة، مع خا...
قراءة الكل
لم يكن موباسان سائحاً أو متسكعاً، في تونس أو غيرها، إنه كاتب يشبه المكتشفين، فهو مع حاجته إلى الشمس الساطعة كان يراقب حركة الحياة في الموانئ والمدن التي زارها، وكتب عنها بقلم يجيد الكتابة.في هذا الكتاب رحلات كاتب باريسي ميسور الحال، اغتنى من حقوق التأليف والإستكتابات والترجمات، برفقة خادم فرّاش، وأحياناً برفقة إمرأة جميلة، مع خادم آخر محلي، ينتقل من نُزل إلى آخر، ويستقبله الموظفون الكبار في البلاد، وليس من الممكن بعد، وصفه بــ"السائح"، إنه بالأحرى، مغامر قليلاً، أو "مستكشف"؛ أقرب ما يكون إلى شخصية من شخصيات جول فيرن...ويستطيع مسافر اليوم وضْعَ كتاب "من تونس إلى القيروان" في حقيبته، لا كدليل رحلة: إذْ أن موباسان يتجنّب التركيز على "الأشياء المثيرة للفضول" و"جهات النظر" التي يتوجب على المسافر عدم إهمالها... بل كمقاربة، وتقنية إنغماس، كتدريب على إكتشاف طبيعة أخرى وثقافة أخرى، أجنبيّتيْن، كتربية بصريّة.