يمكن تقسيم الدولة الأيوبية إلى عصرين متميزين، العصر الأول: ويتمثل فيما يمكن تسميته بعصر صلاح الدين، أو مملكة صلاح الدين الأيوبي، حيث بلغت الدولة الأويوبية فيها أوج مجدها وعزها؛ والعصر الثاني فيتمثل في تقسيم مملكة صلاح الدين بين الأبناء والأخوة الصلاحيين، وبدأت تتقلص تلك المملكة من أطرافها حتى لم يعد هناك إلا مسميات لإمارات ممزقة...
قراءة الكل
يمكن تقسيم الدولة الأيوبية إلى عصرين متميزين، العصر الأول: ويتمثل فيما يمكن تسميته بعصر صلاح الدين، أو مملكة صلاح الدين الأيوبي، حيث بلغت الدولة الأويوبية فيها أوج مجدها وعزها؛ والعصر الثاني فيتمثل في تقسيم مملكة صلاح الدين بين الأبناء والأخوة الصلاحيين، وبدأت تتقلص تلك المملكة من أطرافها حتى لم يعد هناك إلا مسميات لإمارات ممزقة هنا وهناك، وهو ما سنوضحه في الصفحات التالية لهذا الكتاب.أما عن تقسيم الكتاب وفصوله، فنظراً لقيمة هذا العصر "الصلاحى" في حياة وتاريخ المسلمين، فقد رأيت أنه من الضروري أن خصص لمؤسس هذه الدولة- صلاح الدين الأيوبي- الفصل الأول كاملاً، كما حتم علينا هذا العصر ضرورة التعريف بالعدو الصليبي الذي كان يهدف إلى السيطرة الكاملة على بلاد الشام وفلسطين على الخصوص ومصر وسائر المنطقة العربية على العموم.فقد خصصت الفصل الثاني للتعريف بماهية الحروب الصليبية من حيث أسبابها وأهدافها في شكل يتمشى مع الدراسة دون خلل، أما الفصل الثالث فقد جعلته لمعركة حطين، تلك المعركة الشهيرة والتي- على ما أعتقد- يعرفها المسلم وغير المسلم، لما أحدثته من تغير للمفاهيم وقلب الموازين وإعادة أوضاع المسلمين وهيبتهم من جديد، وكسر شوكة العدو الصليبي وتغير عجلة التاريخ وتحويلها في صالح المسلمين.ثم جعلت الفصل الرابع "لأوضاع الدولة الأيوبية بعد وفاة صلاح الدين" وما وقع فيها من إنقسامات جعلها غير قادرة على مواجهة الأعداء، أما الفصل الخامس، فقد خصصته للنتائج التي تمخضت عن العلاقة بين الدولة الأيوبية والعدو الصليبي وأثر ذلك على المنطقة العربية.
