ظلت ضرورات المسرح، وإمكاناته تتحكم في التأليف المسرحي على مر العصور وإن ظهرت من حين إلى آخر مواهب كبيرة تتمرد على تلك الضرورات فتجبر القائمين على أمر المسرح بابتكار أساليب جديدة في التمثيل والإخراج ومع ذلك تظل تلك المواهب مقيدة إلى حد كبير بالإمكانات العامة للمسرح معتمدة في تأليفها على ما تقدره من تأويل للنص عن طريق الأداء والإخ...
قراءة الكل
ظلت ضرورات المسرح، وإمكاناته تتحكم في التأليف المسرحي على مر العصور وإن ظهرت من حين إلى آخر مواهب كبيرة تتمرد على تلك الضرورات فتجبر القائمين على أمر المسرح بابتكار أساليب جديدة في التمثيل والإخراج ومع ذلك تظل تلك المواهب مقيدة إلى حد كبير بالإمكانات العامة للمسرح معتمدة في تأليفها على ما تقدره من تأويل للنص عن طريق الأداء والإخراج.وقد مر التأليف المسرحي بأطوار فنية كثيرة تمثل المذاهب الأدبية السائدة في كل عصر من كلاسيكية، إلى كلاسيكية جديدة ورومانسية وواقعية ورمزية وغير ذلك من مذاهب فرعية أخرى. ولكنها على اختلاف تلك المذاهب ظلت-حتى أوائل هذا القرن-فحافظة على مبادئ فنية عامة يستخلصها الدارس من استقراء الأعمال المسرحية الكبيرة.وسيحاول مؤلف هذا الكتاب التحدث بإيجاز عن تلك المبادئ العامة ثم يعقب الدراسة النظرية، بدراسة تطبيقية على بعض المسرحيات التقليدية. ثم يعرض بعد ذلك لما طرأ من تجديد على التأليف المسرحي خرج المؤلفون معه على كثير من تلك المبادئ مستجيبين الطبيعة المسرح من ناحية ولتأثير التأليف المسرحي بنظريات خاصة في الأدب والفن من ناحية أخرى.