الطير في الشعر الجاهلي موضوع جدير بأن يدرس ويستقصي لأنه يشكل ظاهرة لها تميزها في نواح عدة، منها: صفاته، وعلاقاته بغيره من الحيوان، وانعكاسات ذلك على الإنسان هناك.لقد ارتبط الطير في الشعر الجاهلي ارتباطاً وثيقاً بمعتقدات غيبية عميقة الجذور، حيث كان الإنسان الجاهلي ومصيره قطب هذه المعتقدات وأساسها الذي ترتد إليه العلاقات المختلفة ...
قراءة الكل
الطير في الشعر الجاهلي موضوع جدير بأن يدرس ويستقصي لأنه يشكل ظاهرة لها تميزها في نواح عدة، منها: صفاته، وعلاقاته بغيره من الحيوان، وانعكاسات ذلك على الإنسان هناك.لقد ارتبط الطير في الشعر الجاهلي ارتباطاً وثيقاً بمعتقدات غيبية عميقة الجذور، حيث كان الإنسان الجاهلي ومصيره قطب هذه المعتقدات وأساسها الذي ترتد إليه العلاقات المختلفة في هذا المجال. فالإنسان في خوفه من الموت ومن المجهول، وفي حربه ضد أعدائه، و في طلبه الثابت للخلود، وفي تفاؤله وتشاؤمه، كان يستذكر الطير ويستدعي منه في الشعر أحوالاً وصوراً مناسبة لكل مقام.وفي هذا الكتاب محاولة لكشف أبعاد العلاقة بين الطير والمعتقد الجاهلي من خلال الشعر الذي تشكل بتأثير تلك العلاقة، ودل على معانيها، على عمق هذه المعاني وتعقيداتها وتشابكاتها، ومن أجل تحقيق الهدف أطل الكتاب على معتقدات شعوب أخرى، ليفيد من أسلوب تفكيرها، خصوصاً ما له ارتباط بمصير الإنسان في حياته ومماته، والمهام التي كان الطير يؤديها تأصيلاً لهذا الارتباط
