يعدّ هذا التقرير الشامل من أهم التقارير التي يبدو أن إدارة جورج بوش ترتكز عليها حالياً في رسم سياساتها تجاه بلدان الشرق الأوسط المحورية بالنسبة لهذه الدارة اليمنية المتطرفة. لقد ارتكز التقرير-الدراسة على واقع الاحتلال الأمريكي للعراق الذي سيؤدي بحسب تقدير معدّي التقرير إلى تغيير شامل في المنطقة يؤمن المصالح الأميركية العليا على ...
قراءة الكل
يعدّ هذا التقرير الشامل من أهم التقارير التي يبدو أن إدارة جورج بوش ترتكز عليها حالياً في رسم سياساتها تجاه بلدان الشرق الأوسط المحورية بالنسبة لهذه الدارة اليمنية المتطرفة. لقد ارتكز التقرير-الدراسة على واقع الاحتلال الأمريكي للعراق الذي سيؤدي بحسب تقدير معدّي التقرير إلى تغيير شامل في المنطقة يؤمن المصالح الأميركية العليا على المدى البعيد، وهي تشمل أمن الولايات القومي من جهة، ومصالحها الاقتصادية والسياسية من جهة أخرى، إضافة إلى أمن الولايات القومي من جهة، ومصالحها الاقتصادية والسياسية من جهة أخرى، إضافة إلى أمن الكيان الصهيوني الذي تعرض خلال الأعوام الماضية إلى أخطار حقيقية بفعل تصاعد حركة المقاومة والممانعة ضده، سواء في فلسطين، أو على امتدد المنطقة العربية الإسلامية... إن قاعدة الرؤية المقدمة هنا، والتي صارت معلن ومكشوفة أكثر من أي وقت مضى، هي أن "الإرهاب" الذي ضرب الولايات المتحدة في 11 أيلول/سبتمبر 2001، هو إرهاب إسلامي أيديولوجي انطلق من الشرق الأوسط (السعودية مرتكزه الأول وليس الوحيد)، وكانت البيئة العربية "المتزلفة" بحسب تحليلات وتأويلات الساسة والدارسين في الدوائر الأمريكية، هي الحاضنة الأساس لتفريخ الحركات "الإرهابية" التي تستهدف أمريكا والأمريكيين والدول الغربية عموماً!من هنا اتخذ القرار ببدء عملية تغيير كبيرة داخل المجتمعات العربية وصولاً إلى البنى السياسية فيها، تسمح للولايات المتحدة بمواجهة حاسمة مع الإسلاميين الأصوليين (على اختلاف توجهاتهم تقضي على "حظرهم المدمر" من ناحية، وتفتح الأبواب مشرعة أمام الاقتصاد الأمريكي المنهك والمستنزف للاستفادة القسوى من ثروات وموارد وأسواق المنطقة من ناحية أخرى، وبمستويات لا سابق بها، قد تتيح للقوى الرأسمالية تثبيت سيطرتها وهيمنتها على هذه المنطقة الغنية بالنفط وبالمعادن، كما بالثقافات والأفكار والقيم المتناقضة مع القيم الغربية الاستهلاكية الجشعة.إن فهم الاقتراحات أو التوصيات المقدّمة من قبل المشاركين في هذا التقرير والمشرفين عليه وهم من كبار المسؤولين السياسيين السابقين أو حتى الباحثين المخضرمين، يجب أن ينطلق من هذا التصور لأن لغة ومضامين التقرير البرّاقة (تحقيق الديموقراطية والتقنية والإصلاح) قد تخدع الكثيرين أو هي ضللتهم وخدعتهم فعلاً، كما نشهد اليوم في وقائع وخفايا تطورات العراق، فلسطين ولبنان تحديداً.