هذه ليست الرواية الأولى للروائي الفلسطيني "أحمد رفيق عوض" الذي شكل منذ عمله الأول (العذراء والقرية) حالة روائية مفاجئة في فلسطين، ولكنها روايته الأولى التي تصدر خارج الأراضي الفلسطينية المحتلة، والتي تمثل انعطافة في كتابته الروائية.كانت أحمد رفيق عوض، في أعماله الروائية الأولى، منهمكاً في رصد اللحظة الفلسطينية الراهنة تحت الاحتل...
قراءة الكل
هذه ليست الرواية الأولى للروائي الفلسطيني "أحمد رفيق عوض" الذي شكل منذ عمله الأول (العذراء والقرية) حالة روائية مفاجئة في فلسطين، ولكنها روايته الأولى التي تصدر خارج الأراضي الفلسطينية المحتلة، والتي تمثل انعطافة في كتابته الروائية.كانت أحمد رفيق عوض، في أعماله الروائية الأولى، منهمكاً في رصد اللحظة الفلسطينية الراهنة تحت الاحتلال، وتفكيكها، ومقاربة إشراقاتها ونكوصاتها في الوجدان، لكنه في "القرمطي" سيتحول إلى منطقة سردية أخرى، حيث سيكون المتخيل التاريخي مادة العمل الحية، وحيث لن ينشغل النص إلا بمهمته الرئيسة: انتشال الحياة من التاريخ، والتقاط مذاقات الماضي التي تقبع في الراقات السفلي من الوجدان.هنا انتقال في الزمان باتجاه الماضي، وانتقال في وعي الكتابة، فهذا العمل، بلا شك، اقتضى ثقافة مميزة أهلته بأنه تاريخ واقتضى مخيالاً سردياً مميزاً أهله لأن يكون رواية، وما من شك في أن هذا الانتقال ليس سهلاً على روائي تغرقه اللحظة الراهنة في مائها الثقيل وتفرض عليه شرطها الوجودي الصارم، وهذا ما يضفي مزيداً من الأهمية لعمل كهذا.اختبار المادة التاريخية هنا اختيار (ماكر) فالثيمات التي تناولها أحمد رفيق عوض، في أعماله السابقة، هي نفسها التي يتناولها في هذا العمل. إنه يقرأ الخراب ويشخصه الآن وفيما مضى، ويقدم عملاً غير إسقاطي، لكنه ليس منفصلاً عن حركة الحاضر وإحداثياتها.لقد فازت هذه الرواية بجائزة عربية، وكان فوزها مفاجئاً للذين لا يعرفون كاتبها، وأعتقد بأنها ستكون مفاجئة لقارئها. "زهير أبو شايب"