"طلقات" مجموعة قصصية تضم خمسة عشر مشهداً، يحكي فيه "عبد العزيز الموسوي" تجربة حياتية، لأناس يتصارعون مع الألم، ولكن أبداً يلاحقهم، فيشدهم من نياط قلوبهم، ويقحم بهم في سراديب مظلمة، منسية، يبحث لها عن مخرج، ولكن عبثاً أن يوجد حلّ.هذا ليس تشاؤماً، ولكن واقع، حكايات بنعيشها، يجسّدها الكاتب في قصص قصيرة، مستخدماً فيها تقنية تداعي ال...
قراءة الكل
"طلقات" مجموعة قصصية تضم خمسة عشر مشهداً، يحكي فيه "عبد العزيز الموسوي" تجربة حياتية، لأناس يتصارعون مع الألم، ولكن أبداً يلاحقهم، فيشدهم من نياط قلوبهم، ويقحم بهم في سراديب مظلمة، منسية، يبحث لها عن مخرج، ولكن عبثاً أن يوجد حلّ.هذا ليس تشاؤماً، ولكن واقع، حكايات بنعيشها، يجسّدها الكاتب في قصص قصيرة، مستخدماً فيها تقنية تداعي الأفكار، والتلاعب بالزمن تقديمه وتأخيره، فجاءت تلك الشخصيات والأحداث بطريقة مقلقة للقارىء، وبخطوط متشعبة في أكثر من اتجاه، فمنذ الطلقة الأولى (حكاية رقم 1) نجد أنها موسومة بالقلق والإنهزامية، وصولاً إلى آخر طلقة (الحكاية رقم 15) تشرع فيها الأبواب بحكايات غير مكتملة، وإنما مفتوحة، ما تضع عند القارىء أكثر من علامة استفهام حين قراءتها، ولا غرابة في ذلك، إذا ما عرفنا عن ماذا يكتب أديبنا، إنه يكتب عن الخيانة وبشاعتها، عن الظلم، عن الغدر، عن الحقوق الضائعة، عن أناس ضاعت أرواحهم وعقولهم في زحمة الأحداث، يقول في (طلقة رقم 15) واصفاً "مريم" في حجرتها الضيقة والباردة في مستشفى احتضنها عشرين عاماً: " ... أعتزل في غرفتي، يتقطع نفسي في نوبات تفاجئني كضيف ثقيل يأتي دون موعد، أسطوانة الأوكسجين التي جلبتها معي من المشفى لأوفر عليهم سريراً لم تعد تجدي ولا تمنح رئتي ما تحتاجه، الآن أذكر كيف كنت أختنق وأدخل في أشد نوبات حياتي وحيدة وعاجزة ..."."طلقات" قصص، يشرّع الروائي الأبواب فيها على حكايات غير مكتملة ولا يمكن لها أن تكتمل ... وهذا ما يميّز عبد العزيز الموسوي، عن غيره، فليس أمام الرواية عموماً إلا البحث عن المجازفات.