استأثرت بنيةُ المكان في قصائد شيركو بيكس بحيزٍ وَسِعَ اشتغالُه دلالاتها الجمالية، ومخزونها الإيحائي، والمثيولوجي، وطاقتها التحويلية، والانتقالية، والارتقائية، فضلاً عن كثافتها التي منحت شعر شيركو هوية كردستانية، وروحا كردية خالصتين، ومحلية انفتحت آفاقها على مساحات إنسانية شاسعة.المكان عند شيركو بيكس ليس مكاناً ذهنياً أو افتراضيا...
قراءة الكل
استأثرت بنيةُ المكان في قصائد شيركو بيكس بحيزٍ وَسِعَ اشتغالُه دلالاتها الجمالية، ومخزونها الإيحائي، والمثيولوجي، وطاقتها التحويلية، والانتقالية، والارتقائية، فضلاً عن كثافتها التي منحت شعر شيركو هوية كردستانية، وروحا كردية خالصتين، ومحلية انفتحت آفاقها على مساحات إنسانية شاسعة.المكان عند شيركو بيكس ليس مكاناً ذهنياً أو افتراضياً. إنه مأخوذ بواقعيته، وطبيعيته، وتماهيه مع الإنسان في جملة علاقاته ونشاطاته، وتأثيراته المتبادلة؛ وله في شعر شيركو وظائف عديدة، ومختلفة تناولناها في متن كتابنا هذا سعياً منا وراء بيان تجلياته الشعرية، وانعكاساته الحياتية، وانصهاره في بوتقة الواقع الذي خاض غماره الإنسان الكردي بشكل يومي، وتفصيلي. الكتاب إذن هو بحث في جوهر المكان وجمالياته، وفي خزينه الذاكراتي واسترجاعاته الصورية، وفي تفاعله مع الحدث وتداعياته، وفي سيرته التفاعلية المنفلتة من قيود التاريخانية ومحدداتها وموجهاتها الملزمة، وانصهاره في بوتقة الروح الشيركوية، وتوحده مع سيرة الشاعر الذاتية والحياتية، واندماجهما في سيرة شعرية أذابت بينهما الفواصل والعوازل؛ وأغنتنا عن البدء بالسيرة التقليدية الجاهزة التي درج الكتاب والمؤلفون على وضعها في فواتح دراساتهم، وبحوثهم، ومؤلفاتهم، وقد تجلى الشكل السيرتي الجديد في بحثنا المتصدر للكتاب، والموسوم(شيركو بيكس..سيرة ذات مكانية).