نبذة النيل والفرات:"أشحت بوجهي عن وجهه، وبكلتا يدي شددت على السيف، كان خوفي يكبر... يكبر حتى غدا ضعف حجم توجعه، فتمكنت، أنهيتُ آلامه، واحتفظت بخوفي يكبر من يومها، ثم رافقني عيون الصغار وأصواتهم وشعور النساء وأصواتهن، الصراخ العويل...".ليس الشحر في هذه المسرحية، مجرد قاتل أتت يداه جريمة من أبشع جرائم التاريخ، وكان له أن يتوقع من ...
قراءة الكل
نبذة النيل والفرات:"أشحت بوجهي عن وجهه، وبكلتا يدي شددت على السيف، كان خوفي يكبر... يكبر حتى غدا ضعف حجم توجعه، فتمكنت، أنهيتُ آلامه، واحتفظت بخوفي يكبر من يومها، ثم رافقني عيون الصغار وأصواتهم وشعور النساء وأصواتهن، الصراخ العويل...".ليس الشحر في هذه المسرحية، مجرد قاتل أتت يداه جريمة من أبشع جرائم التاريخ، وكان له أن يتوقع من سينتقم منه أو لا ينتقم. إنه في حدود الزمن المتاح له ذلك الطاغية الذي، بعد أن أوغل في الجريمة، لا يستطيع ذهنه الكف عنها، وينتهي به طغيانه إلى ذلك الجحيم الحقيقي الذي سيرى نفسه معذباً فيه أبداً وهو في هذه الأرض، جحيم الوحدة في حياته، حيث تتقطع أسباب الصلة بينه وبين الآخرين، حيث يبقى الرعب في الداخل تجربة متجددة لا تنهيها الجريمة، ولا يأخذ منها مرُّ الزمن.