التدريس والتعلم بالدماغ ذي الجانبين

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه واستنار بدعواه إلى يوم الدين وبعد،،، بعون الله وتوفيقه تم إنجاز موضوع هذا المؤلف وهو بعنوان " التدريس والتعلم بالدماغ ذي الجانبين" إذ يعد هذا الموضوع من الموضوعات الحديثة التي أخذت تتطور وتبرز في القرن الحادي والعشرين، حيث يعد الدماغ ذو الجانبين من أهم مصادر التعلم والتدريس، فلا يستطيع المعلم أن يتعامل مع تلاميذه بفاعلية إلا إذا تعرف على قدراتهم الفكرية ومهاراتهم الدماغية، وتحديد القدرات الذكائية المسيطرة على جانبي الدماغ، كما أن المعلم ينبغي أن يعي أنه إذا كان يمتلك جانباً أيمن مسيطراً عليه مثلاً، فإنه ينبغي ألا يدرس طلبة يكون الجانب الأيسر هو المسيطر لديهم، حيث أن طرق التدريس التي يميل إليها المعلم في التدريس في هذه الحالة لا تتفق مع أساليب التعلم التي يميل إليها طلبته، ومن هنا يحدث عدم تلاق أو عدم انسجام بين الطلبة ومعلميهم، الأمر الذي يؤدي إلى ملل الطلبة وعدم انتباههم في البيئة الصفية للموضوعات الدراسية، وحدوث عدم انضباط وتململ لدى الطلبة، ويعزى ذلك لاختلاف مواصفات الطلبة عن معلميهم، وخاصة في قدرات وخصائص الجانب المسيطر من الدماغ، ومن هنا ننصح كل معلم أن يقوم بعمل اختبار لطلابه كما هو موضح في هذا المؤلف بحيث يستطيع تحديد الجانب المسيطر من الدماغ لديهم، وذلك لمعرفة درجة اتفاق الأساليب المستخدمة في التدريس عند المعلم مع أساليب التعلم لدى طلبته. كما تؤكد العديد من الدراسات التربوية أن معرفة آلية عمل الدماغ يسهل من طرق إكساب المتعلمين المعرفة وتخفيف القلق وإحداث الاستقرار النفسي والاجتماعي وإنجاز المهام التربوية بدقة وسهولة، ولذا ينبغي على كل معلم أن يدرس آلية عمل الدماغ ونظرية التعلم بجانبي الدماغ والاستراتيجيات التدريسية المنشطة للجانب غير المسيطر من الدماغ، وذلك من أجل رفع مستوى أداء المتعلمين وتنشيط تفكيرهم وإثارته.