في سيرته هذه، وكما يبدو من سردياتها، لم يكن صلاح نيازي يمثل مراحل حياته، كان يعيشها متداخلة بوتقة خليط، وكأنها عنصر واحد، رغم تعدد عناصرها، وزمن واحد، رغم تعدد أزمانه. ما وقع له في طفولته، لم ينقطع. نما وتفاعل وتداخل. بدأ ولم ينته. بوتقة خليط. ربما لهذا السبب استغنى في سيرته هذه عن التواريخ لأنها تاريخ واحد متواصل لا يمكن تجزئته...
قراءة الكل
في سيرته هذه، وكما يبدو من سردياتها، لم يكن صلاح نيازي يمثل مراحل حياته، كان يعيشها متداخلة بوتقة خليط، وكأنها عنصر واحد، رغم تعدد عناصرها، وزمن واحد، رغم تعدد أزمانه. ما وقع له في طفولته، لم ينقطع. نما وتفاعل وتداخل. بدأ ولم ينته. بوتقة خليط. ربما لهذا السبب استغنى في سيرته هذه عن التواريخ لأنها تاريخ واحد متواصل لا يمكن تجزئته إلا مجازاً. يسمع موسيقى لكن بكل تواريخه، ويقرأ كتاباً لكن بكل تواريخه، وينظر إلى لوحة رسم بنفس المثابة.هكذا أصبحت ردود فعله، بعيدة عن الآنية، فلا تعنيه اللذات العابرة. يستعذبها ويندم ولكن هل ندم؟!! وهو يقول: "ما الفائدة من كل هذا؟ الشيء اليقين في حياتي الآن هو الحيرة، الحيرة حتى من قابليتي على الكتابة. الحيرة رافقتني مع أول كتاب مدرسي. الحيرة ميراثي الأول والأخير. فتّش كلكامش عن الخلود، فأصابنا بعدواه. في الواقع لا أفتش عن الخلود، وإن كنت أعشقه، فتشت في البداية عن لقمة العيش وكأنها الإكسير، واليوم أفتش عما ينسيني حويتي التي تزداد وتستفحل بمرور السنين. سأخرج من حلبة الحياة بحيرة أكبر. الحيرة ميراثي الأول والأخير.. هل نحن الحقيقة أم الصورة؟ أم صورة الصورة إلى ما لا نهاية؟!! هل نحن أشجار معطمة في أشجار غريبة؟"..