لما كانت العلاقات الدولية قديما تقوم على تقاليد الشعوب وتراثها الثقافي والعرقي والاجتماعي، فقد تنوعت وتعددت أهدافها ووسائلها وأنماطها بتنوع مصالح وثقافات المجموعات البشرية، فكان لزاما البحث عن قواسم مشتركة لمبادئ أساسية تحكم العلاقات والقائمين بأمرها. وقد زاد الاهتمام بهذه العلاقات بعد تدعيمها من قبل الديانات المختلفة لا سيما ال...
قراءة الكل
لما كانت العلاقات الدولية قديما تقوم على تقاليد الشعوب وتراثها الثقافي والعرقي والاجتماعي، فقد تنوعت وتعددت أهدافها ووسائلها وأنماطها بتنوع مصالح وثقافات المجموعات البشرية، فكان لزاما البحث عن قواسم مشتركة لمبادئ أساسية تحكم العلاقات والقائمين بأمرها. وقد زاد الاهتمام بهذه العلاقات بعد تدعيمها من قبل الديانات المختلفة لا سيما الإسلام الذي وضع منهاجا وشرعية واضحين محددا العلاقات في جميع المستويات المتباينة؛ الدولية، والمجتمعية والجماعية والفردية، وفي المجالات كافة، السياسية والاقتصادية، والعسكرية والاجتماعية والثقافية، وغيرها في حالات الحرب والسلم. وكان الفقهاء المسلمون قد اهتموا كثيرا بوضع قواعد وأسس القانون الدولي الإسلامي العام، وكذلك قواعد تنظيم العلاقات بين الدول، وذلك من أجل وضع الأساس لحضارة إنسانية تشمل العالم بأسره.