يقول بعض الدارسين إن تزايد الاهتمام بالجمعيات المسماة "أهلية" أو "غير حكومية" يشير إلى عجز الدولة المتفاقم عن تلبية حاجات المجتمع، فيما يعزو البعض الآخر هذا التزايد إلى انفراط عقد الأحزاب الزمنية وإفلاس مشاريعها المستقبلية، ذات الصفة الشمولية. ويهلل الدارسون المتبقون لهذه الظاهرة بوصفها دليلاً على عافية وديناميكية مجتمع "مدني" ل...
قراءة الكل
يقول بعض الدارسين إن تزايد الاهتمام بالجمعيات المسماة "أهلية" أو "غير حكومية" يشير إلى عجز الدولة المتفاقم عن تلبية حاجات المجتمع، فيما يعزو البعض الآخر هذا التزايد إلى انفراط عقد الأحزاب الزمنية وإفلاس مشاريعها المستقبلية، ذات الصفة الشمولية. ويهلل الدارسون المتبقون لهذه الظاهرة بوصفها دليلاً على عافية وديناميكية مجتمع "مدني" لم تقهره"دولة" ذات توجه مركزي أو تسلطي أو فوقي لا غير.كل هذه التخمينات، وهي ذات شأن، ليست موضوعاً لنقاشنا، ولا هي قابلة الآن، في هذا الكتاب، لأن تحسم... نوردها فقط للتدليل على وجاهة المسألة التي نخوض. إذا جل ما نتوخاه هو إبراز ما توصلت إليه الدراسات التي تناولت الجمعيات المسماة "أهلية" أو "غير حكومية" وتحرير الـ"معرفة" بها من احتكار الإعلام الذي شوهها بوسائل شتى...هذه الدراسة الببليوغرافية ثمرة جهد مشترك. وهي اتخذت هذا الشكل في غمرة الحماس للشراكة والتوتر الذي تولده. وقد تطور شكلها عبر النقاش والمراجعة المستمرة فباتت، في تقديرنا، أفضل، أو أوفر فائدة مما كانت ستكون عليه لو كانت موضوع انشغال إحدانا، لا كلينا معاً...، كذلك فإن هي، في عرفنا، إلا مقدمة لدراسة أوسع تطمح لأن تبحث في المميزات الخاصة بمشاركة النساء في العمل الاجتماعي.