نبذة النيل والفرات:يظهر أهل الكتاب في عصرنا هذا أنهم متمسكون بالتوراة والإنجيل، وأنهم الشعب المختار من الله لإقرار السلام في العالم؛ وذلك باستخدامهم مصطلحات من التوراة والإنجيل في حربهم لأهل العراق. فليس من قبيل المصادفة أن التهديد الذي أطلقه المتحدث الرسمي باسم البيت الأبيض "آري فلايشر" قبيل بدء الحرب بأيام على العراق. وهذا الت...
قراءة الكل
نبذة النيل والفرات:يظهر أهل الكتاب في عصرنا هذا أنهم متمسكون بالتوراة والإنجيل، وأنهم الشعب المختار من الله لإقرار السلام في العالم؛ وذلك باستخدامهم مصطلحات من التوراة والإنجيل في حربهم لأهل العراق. فليس من قبيل المصادفة أن التهديد الذي أطلقه المتحدث الرسمي باسم البيت الأبيض "آري فلايشر" قبيل بدء الحرب بأيام على العراق. وهذا التهديد على شكل رسالة: هي لغز إلى الرئيس العراقي صدام حسين حيث يقول بأنه لا يزال هناك وقت؛ لكي يرى صدام حسين ما كُتب على الحائط ويرحل عن العراق. ويمكن تفسير هذا اللغز على النحو التالي: رجع "آري فلايشر" إلى فقرات من العهد القديم "التوراة" وبالتحديد من سفر دانيال، لتهديد العراق. فهناك ذكر في أن الملك "بيلشاصَّر" عمل حفلة، ودعا إليها ألفاً من عظمائه من الرجال والنساء، وأمر بإحضار آنية الذهب والفضة التي استولى عليها أبوه من هيكل سليمان بأورشليم، وشربوا فيها الخمر. وفي لحظة ابتهاجهم ظهرت يد إنسان على الحائط، وكتبت ثلاث كلمات غامضة المعنى وهي: 1- MENE (منا)، 2- TEKEL (تقيل)، 3- PARSIN (فرسين) فذهل الملك عندما رأى هذه الكلمات، وطلب منجميه لفك رموز هذه الشفرة، ولم يتمكن واحد من التفسير، وعندئذ أرشدته أمه إلى دانيا النبي الذي كان سجيناً في بابل من أيام غزو والده نبوخذ نصّر لفلسطين، وسبى اليهود إلى العراق. فاستدعاه وفسر له دانيال هذه الكلمات على النحو التالي: كلمة MEN (منا) تعني: أن الله قد أحصى أيام مملكتك، ووضع لها حدّاً. كلمة TEKEL (تقيل) تعني: لقد وضعت في الميزان، ولم يعد لك وزن، كلمة PARSIN (فرسين) تعني: أن مملكتك قد قُسِّمَتْ، وتمّ تسليمها إلى الفرس والميديين. ويستطرد دانيال قائلاً: أن في تلك الليلة، تحقق ما كتب على الحائط.إلى هنا يتم معنى كلام دانيال. وقد هدد به "آري فلايشر" الرئيس صدام حسين ليرحل من العراق؛ لأنه في تلك الليلة تمّ اغتيال الملك بيلشاصر ملك بابل على يد ملك الميديين البالغ من العمر 62 عاماً. والملك هو ابن الملك نبوخذ نصر الذي أنهى ملك اليهود في بابل. وكان "صدام حسين" يشبه نفسه به. في هذا الكتاب يحاول المؤلف تفسير هذا والذي جاء في الإصحاح الخامس من سفر دانيال والذي يأتي كتبرير لتهديد الإنجليز والأميركان للمسلمين العراقيين.إلى جانب ذلك فإن التهديد، يعد دعوة صريحة للانتقام من العراق بالاستناد إلى ما جاء في سفر الرؤية الذي استشهد به "مناحيم بيجين" عند توقيعه معاهدة السلام مع مصر، وفيه المطالبة بالثأر من العراق بسبب غزو نبوخذ نصر لليهود، وإغراء لليهود بقتال العراق وتدمير أهله بحجة أن فيها سبعة جبال من ذهب نقي. وهذا كناية عن رأس نبوخذ نصر ولذلك صرح بوش في بدء المعركة مع العراق أنها معركة رأس، ويقصد بذلك أن صدام مثل نبوخذ نصر المشبه بالرأس من ذهب في حلم التمثال والحجر في الإصحاح الثاني من سفر دانيال، وحتى الخطط العسكرية قد تمت تسميتها بأسماء من التوراة: مثل الصدمة والرعب.إلا أن أخطر ما في هذه النوايا (الأميركية الإسرائيلية) وأكثر المؤشرات والمخططات الغامضة التي تشهد تنفيذها الفعلي هو التحالف الضمني بين الأهداف الإسرائيلية التوراتية وبين صناع القرار في البيت الأبيض. وهم أصحاب الانتماء إلى المسيحية الصهيونية (المسيوديت) الذين يلتقون مع اليهودية الصهيونية في وحدة الأهداف والمخططات. وكلٌّ يدعو الآخر للقيام بكل ما عليه (بالاستناد إلى ما جاء في توراتهم). من هذا المنطلق يأتي هذا الكتاب الذي عمد فيه مؤلفه من خلاله إلى توضيح كذب ادعاءات توراتهم المكتوبة بأيديهم، في محاولة لإعلام القارئ بالمعنى الصحيح لتلك النبوءات.