إن العالم في هذا الوقت يشهد العديد من الإبداعات والابتكارات والاختراعات والمنتجات الجديدة والعديد من التغيرات الجوهرية في مجال التطبيق التقني، خاصة فى مجال المعلوماتية، بالإضافة إلى تغيرات جوهرية في تناول علم الإدارة كمنهج وأسلوب دون المساس بالمبادئ والأسس التي قام عليها. حيث تعتبر جودة التعامل مع المعلومات من العوامل الأساسية ا...
قراءة الكل
إن العالم في هذا الوقت يشهد العديد من الإبداعات والابتكارات والاختراعات والمنتجات الجديدة والعديد من التغيرات الجوهرية في مجال التطبيق التقني، خاصة فى مجال المعلوماتية، بالإضافة إلى تغيرات جوهرية في تناول علم الإدارة كمنهج وأسلوب دون المساس بالمبادئ والأسس التي قام عليها. حيث تعتبر جودة التعامل مع المعلومات من العوامل الأساسية التي يمكن أن تغير من الوضع الحالي غير المقبول في العمل الإداري في دول العالم الثالث وخاصة مع قدوم القرن الحادي والعشرين، قرن الاقتصاد المبني على المعرفة والإدارة المعلوماتية. إن الأسواق الحديثة والمنظمات تتميز بشدة المنافسة الحادة بينها وهي محاولة جاهدة منها للوصول إلى تلبية طلبات المستخدمين أو عملائها بطريقة تضمن رضائهم التام بتمتعهم بالمزايا التنافسية التي تتيح لهم الإحتفاظ بموقعهم في الميادين التي يعملون بها. لذلك على المنظمات التي لديها الرغبة في البقاء والنمو مع التفوق، فما عليها سوى أن تتبنى فلسفة جديدة ترتكز على تقديم قيمة أعلى للمستهلك المستهدف وهذا ما جعل الإهتمام بالجودة ظاهرة عالمية حيث أصبحت المنظمات والحكومات في العالم توليها إهتماما خاصاً، وأصبحت الجودة هي الوظيفة الأولى لأي منظمة وفلسفة إدارية وأسلوب حياة لتمكنها من الحصول على الميزة التنافسية. لقد أصبحت الجودة سلاحاً استراتيجياً للحصول على الميزة التنافسية وريادة الأسواق وغزو واحتلال الأسواق الجديدة.و قد أدى إدراك أهمية الجودة كسلاح استراتيجي للحصول على ميزة تنافسية إلى تبني فلسفة "إدارة الجودة الشاملة" وهي فلسفة قائمة على أساس مجموعة من الأفكار الخاصة بالنظر إلى الجودة على أساس أنها عملية دمج جميع أنشطة المنظمة ووظائفها ذات العلاقة للوصول إلى مستوى متميز من الجودة حيث تصبح مسؤولية كلّ فرد في المنظمة مما يرفع أداء المؤسسة بشكل كبير. إن الكثير من المنظمات والشركات في الدول النامية تتجه نحو تبني سياسات واستراتيجيات للعلم والتكنولوجيا، حيث أنها تشعر أكثر من السابق أنها لم تعط موضوع التطبيق التنموي للتكنولوجيا حقه، مما يتطلب إجراء تغييرات في منظومة الإدارة التقليدية وتفعيل المعايير العالمية والتكنولوجيا كمنهج يهدف للتطوير القادر على إيجاد نظام إدارى متقدم يعتمد على تكنولوجيا المعلومات ويضمن جودة المخرجات. لذا لا بدّ من النظر والتمعن على أهم التطورات التي نتجت عن العولمة ونتائجها الإيجابية تارة والسلبية تارة أخرى، وما تتطلبه المنظمات الإدارية من نمو وتغييرات جوهرية في بنيتها التحتية وما تتطلبه من قيادات قادرة على أن تنهض بها المؤسسات. لذلك وعلى ضوء المستجدات والتطورات التي تمّ ربطها في المجتمعات الحديثة فإنه ينبغي تحديث الإدارة في كافة أنواع المؤسسات وخاصة في الدول النامية، حيث يجب أن يتمّ تبني استراتيجيات وخطط شاملة ومتكاملة من خلال توظيف المعرفة الإدارية والتقنيات الحديثة التي أخذت بها دول العالم المتقدمة، وتأتي في مقدمة هذه التجارب إدارة الجودة الشاملة باعتبارها نقلة نوعية، ونموذجاً فاعلاً تبحث عنه الدول والمؤسسات الحكومية والخاصة في الدول المتقدمة والنامية على حدّ سواء حيث أصبح هذا النموذج أسلوباً إدارياً يحتذى به في مختلف انواع المنظمات والجهات التعليمية خاصة. إن الميزة الرئيسية التي يتصف بها هذا ا لعصر تتمثل في التجديد والبحث عن مزيد من الكفاءة والإبداع، لأن العالم المتقدم يشهد اليوم تغيرات وتطورات سريعة وفي كافة قطاعاته، وذلك يتطلب المزيد من التطوير وتحسين وكفاءة الأداء، كما يتميز هذا العصر بضغوط شديدة لتوفير جودة عالية بتكاليف منخفضة، وقد أدى ذلك إلى اتخاذ مدخل استراتيجي لوضع الأهداف وتوزيع الموارد وذلك عن طريق تقييم وتحسين الأداء والكفاية الإنتاجية. إن إدارة الجودة الشاملة تعني خلق الثقافة المتميزة في الإدارة وطريقة العمل وفي سلوك المنظمات، حيث يعمل المديرون والافراد بشكل مستمر ودؤوب لتحقيق توقعات المستفيدين أو العملاء من أداء عمل صحيح منذ البداية، مع تحقيق الجودة بشكل أفضل وفاعلية أكثر في أقصر وقت ممكن.