الإسلام الرباني هو الإسلام المتمثل في رسالة رسول الله محمد (ص)، التي تقوم على القرآن العظيم، وما صح من حديث رسول الله (ص)، وهو نظام الحياة الشامل، الذي ينظم كل أمور الحياة، ويقدم حقائقه ومقرراته وتوجيهاته في كل الجوانب والمجالات، الفردية والجماعية، والسياسية والاجتماعية، والأخلاقية والاقتصادية، والداخلية والخارجية.الإسلام الربان...
قراءة الكل
الإسلام الرباني هو الإسلام المتمثل في رسالة رسول الله محمد (ص)، التي تقوم على القرآن العظيم، وما صح من حديث رسول الله (ص)، وهو نظام الحياة الشامل، الذي ينظم كل أمور الحياة، ويقدم حقائقه ومقرراته وتوجيهاته في كل الجوانب والمجالات، الفردية والجماعية، والسياسية والاجتماعية، والأخلاقية والاقتصادية، والداخلية والخارجية.الإسلام الرباني هو إسلام العقيدة والعبادة، وإسلام الأخلاق والتزكية، وإسلام الفرد والجماعة، وإسلام المدنية والحضارة، وإسلام المعرفة والثقافة، وإسلام التجارة والصناعة، وفهم سلف الأمة، وبيان العلماء الربانيين.أما الإسلام الأمريكاني فهو الفهم المحرف والمشوه للإسلام، الذي يريد الأمريكان تسويقه في بلاد المسلمين، ونشره بينهم، وهو "نتاج" العقلية الأمريكية المحاربة للإسلام الرباني، المتآمرة عليه، والطامعة في بلاد وثروات المسلمين، الذي ليس له من الإسلام الصحيح إلا اسمه، بينما يخالفه في روحه وحقيقته.أمريكا تحارب الإسلام الرباني، لأنه عدوها الأول، الذي يفتح عيون المسلمين وبصائرهم، ويعرفهم على مطامع ومكائد ومؤامرات الأمريكان واليهود ضد المسلمين، ويقود المسلمين في مواجهتهم ضد الأعداء، ويأمرهم بجهادهم وإفشال مخططاتهم والوقوف أمامهم.وحتى لا تظهر أمريكا أمام المسلمين بأنها عدوة إسلامهم، فإنها لا تعلن هدفها الصريح في حرب الإسلام علانية، وإنما تعلن "غيرتها" على الإسلام العظيم، وألمها من تدنيسه وتلويثه بتصرفات المسلمين المتطرفين، وحرصها على تطهيره من ممارساتهم السيئة، التي لا يقرها هذا الإسلام، إسلام السلام والمحبة، والتسامح والتعاون.إنهم يريدون "تفريغ" الإسلام من مضمونه الفاعل، وروحه الحية المؤثرة، وحيويته المتحركة، وتأثيره البليغ، وإبقاءه مجرد "تمثال" جامد ميت، جميل الشكل، حسن "الديكور"، لكنه أصم أبكم أعمى!!وتجلى هذا الهدف الأمريكاني الخطير ضد الإسلام الرباني في "الخطة الأمريكية لتطوير الخطاب الديني للمسلمين" كما سماها الأمريكان، أو "خطة أمركة الخطاب الإسلامي للمسلمين".إن هذه الخطة الأمريكية الخطيرة نموذج صارخ للإسلام الأمريكاني، الذي أرادوا منه محاربة الإسلام الرباني. ومن أجل تبصير المسلمين بخطر الإسلام الأمريكاني، جاءت هذه الرسالة، مكونة من المباحث التالية:المبحث الأول: إسلام أمريكاني، أثبت فيه نص مقال سيد قطب بهذا العنوان، نشره في مجلة الرسالة، في شهر حزيران عام 1952. ولعله هو أول من أطلق هذا المصطلح "إسلام أمريكاني" على الإسلام الذي تريد أمريكا تسويقه في بلاد المسلمين، وإحلاله محل الإسلام الرباني. وما قاله سيد قطب عن الإسلام الأمريكاني قبل أكثر من خمسين سنة، ينطبق على الخطب الأمريكية الخطيرة التي أعدت في العام الماضي. المبحث الثاني: ملامح الإسلام الأمريكاني، ذكر فيه أهم ملامح وسمات الإسلام الخاص، الذي يرضى عنه الأمريكان، ويريدون نشره في بلاد المسلمين، ليحققوا أهدافهم، ويضمنوا البقاء في المنطقة لأطول فترة. المبحث الثالث: "نقض الإسلام الأمريكاني"، بين فيه مخالفة الإسلام الرباني للإسلام الأمريكاني، ونقض المسلمون والسمات للإسلام الذي يرضون عنه! المبحث الرابع: فهم خلاصة خطة أمركة الخطاب الإسلامي للمسلمين، تلك الخلاصة التي أثبتها السيد مصطفى بكري في صحيفة الأسبوع المصرية، ونقلتها صحيفة الدستور الأردنية. المبحث الخامس: "أسباب وضع الخطة وأهدافها"، ذكر فيه أهم الأسباب التي دفعت الأمريكان إلى الحرص على "أمركة" الإسلام، والأهداف التي أرادوا تحقيقها منها. المبحث السادس: "عناصر الخطة ووسائل تنفيذها"، استخرج فيه أربعة عشر عنصراً من عناصر تلك الخطة، والوسائل التي حددها واضعو الخطة لتنفيذها وتطبيقها. المبحث السابع: "مخالفة الخطة الأمريكية للإسلام الرباني". سجل فيه وجوه مخالفة الإسلام الصحيح لعناصر ووسائل تلك الخطة، ليعرف المسلمون إنكار الإسلام لتلك العناصر، وبراءته منها. المبحث الثامن: "الإسلام الرباني يدمغ الإسلام الأمريكاني"، انطلق فيه من قوله تعالى: (بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق).من ثم تم التحدث فيه عن: المعاني الثلاثة للإسلام في القرآن: المعنى العام، والمعنى التاريخي، والمعنى الخاص، الذي أطلق فيه على رسالة رسول الله (ص). وجوب التحاكم إلى الإسلام والالتزام بحكمه، وطاعة الله ورسوله (ص). معالم الإسلام الرباني.إننا نقدم هذه الرسالة "بين الإسلام الرباني والإسلام الأمريكاني" لتبصير المسلمين بإسلامهم الصحيح، وفتح عيونهم على مكائد ومخططات أعدائهم من اليهود والأمريكان الصليبيين، وتحذيرهم من ما يمكرونه ضد إسلامهم، وما يدبرونه ضدهم. كما قال تعالى: (وقد مكروا مكرهم وعند الله مكرهم وإن كان مكرهم لتزول منه الجبال، فلا تحسبن الله مخلف وعده رسله إن الله عزيز ذو انتقام) [إبراهيم: 46-47].نريد من المسلمين أن ينحازوا إلى إسلامهم، وأن يأخذوه من نصوص الكتاب والسنّة، وفهم سلف وعلماء الأمة، وأن يحسنوا فقهه وتدبره، وأن يلتزموا به ويطبقوه، وأن يتحركوا به، ويدعوا الناس إليه، وأن يقفوا به أمام الأعداء الطامعين، وأن يبطلوا خطط اليهود والأمريكان وغيرهم، وأن يعملوا على "إلغاء" الإسلام الأمريكاني، الذي يراد تثبيته في المنطقة.وإننا على يقين من أن الإسلام الرباني هو الذي سيبقى قوياً حياً، موجهاً منظماً، فاعلاً مؤثراً، لأنه محفوظ بحفظ الله، وأن المستقبل الكبير المشرق له..