يلعب التقويم التربوي دوراً أساسياً في توجيه العملية التدريسية، وإدارة الصف المدرسي ، واثراء تعلم الطلاب وتقدمهم الدراسي، وتحسين مخرجات العملية التعليمية. ويعد التقويم من المجالات التربوية سريعة التغير، حيث حدثت تطورات جوهرية في فلسفاته، ومنهجياته، واجراءاته، وأساليبه، وأدواته في الآونة الاخيرة، مما جعل الممارسات التقليدية لعملية...
قراءة الكل
يلعب التقويم التربوي دوراً أساسياً في توجيه العملية التدريسية، وإدارة الصف المدرسي ، واثراء تعلم الطلاب وتقدمهم الدراسي، وتحسين مخرجات العملية التعليمية. ويعد التقويم من المجالات التربوية سريعة التغير، حيث حدثت تطورات جوهرية في فلسفاته، ومنهجياته، واجراءاته، وأساليبه، وأدواته في الآونة الاخيرة، مما جعل الممارسات التقليدية لعملية التقويم الصفي قليلة الجدوى، ومحددة الفائدة، فقد بينت الدراسات والبحوث المعاصرة، وما توصلت اليه المؤتمرات القومية والعربية، أن تقويم الاداء المدرسي لا يزال يغلب عليه الطابع السكوني، ولا يسترشد في غالبية الاحيان، بالتطورات العالمية المتسارعة التي تحدث في هذا المجال، مما أدى الى انفصال عملية التقويم عن عمليتي التعليم والتعلم، واعتبرت دخيلة على الغرض الرئيس للعملية التدريسية، وبذلك اصبحت عملية التقويم غير ذات تأثير فاعل في تحسين اداء المعلم، ورفع مستوى ونوعية تحصيل الطلاب.ومما أسهم في هذا الطابع السكوني السلبي لعملية التقويم الافتقار الواضح في برامج اعداد المعلمين الى تنمية كفاياتهم قبل الخدمة واثنائها في عمليات القياس والتقويم المعاصر. وأدى ذلك الى تركيز المعلمين على تقويم استرجاع الطلاب مجموعة متناثرة من المعلومات التي تزخر بها الكتب المدرسية دون إعطاء أولوية وأهمية لاكسابهم مهارات عليا معرفية، وأدائية عملية، وشفوية استنادا الى المناهج الدراسية، وتوظيف ذلك من أجل توصل الطلاب الى نتاجات مبدعة تتميز بالاصالة والواقعية، وكذلك قلة الاهتمام بنوعية تفاعلات الطلاب الصفية الموجهة، ومشاعرهم تجاه ما يتعلمونه.ويتطلب قياس وتقويم هذه المهارات الوظيفية المتنوعة أدوات ومهام متنوعة ومتعددة . واجراءات منظمة تتخطى حدود تطبيق اختبارات تحصيلية صفية تشتمل على عدد محدود من المفردات او الاسئلة الاصطناعية البسيطة التي يسهل تصحيحها وتقرير نتائجها في صورة درجة كلية يصعب تفسير معناها او دلالتها.لذلك بدت الحاجة الى مرجع اساسي يقدم للمعلمين، والباحثين التربويين، وطلاب كليات التربية، المبادئ الاساسية للقياس والتقويم في العملية التدريسية، وكيفية توظيفها توظيفاً مستنيراً في تجويد أداء المعلمين، وإثراء تعلم الطلاب ، واحداث تكامل بين التدريس والتعلم والتقويم، بحيث كل منها الآخر تحقيقا للاهداف التعليمية والمستويات التربوية المرجوة.نتمنى ان يكون هذا الكتاب مرشدا وافيا للباحثين ، والمربين، وطلاب كليات التربية، في مجال القياس والتقويم في العملية التدريسية.