تأتي هذه الدراسة كجزء من مشروع خصصه الباحث "شاكر النابلسي" لدراسة الشعر العربي الحديث، والتي بدأها بدراسة لشعر فدوى طوقان، ثم دراسة لشعر نزار قباني، ومحمود درويش، وأمل دنقل، وفواز عيد، وإبراهيم نصر الله، وتيسير سبول، وغيرهم.وبشكل عام تتناول هذه الدراسة خمسة من شعراء الحداثة الشعرية العربية في السعودية. وهم عينة من الجيل الثالث ل...
قراءة الكل
تأتي هذه الدراسة كجزء من مشروع خصصه الباحث "شاكر النابلسي" لدراسة الشعر العربي الحديث، والتي بدأها بدراسة لشعر فدوى طوقان، ثم دراسة لشعر نزار قباني، ومحمود درويش، وأمل دنقل، وفواز عيد، وإبراهيم نصر الله، وتيسير سبول، وغيرهم.وبشكل عام تتناول هذه الدراسة خمسة من شعراء الحداثة الشعرية العربية في السعودية. وهم عينة من الجيل الثالث لشعراء الحداثة العربية في السعودية. هذه الحداثة التي بدأ مسيرتها قبل أكثر من أربعين عاماً، رائد الحداثة الشعرية الأول محمد حسن عواد، وتابع المسيرة من بعده شعراء كثيرون، أشارت لهم هذه الدراسة.ومسيرة الحداثة الشعرية العربية في السعودية لم تكن مسيرة شعرية شكلية فقط، بقدر ما كانت ذات خطاب اجتماعي وفكري، كما نلاحظ من خلال شعر العواد، وشحاته، وقنديل. وغيرهم من الشعراء الذين تابعوا مسيرة الحداثة، منذ بداية النصف الثاني من هذا القرن.ومن هنا فقد قامت هذه الدراسة برصد الخطاب الاجتماعي والفكري لهؤلاء الشعراء الخمسة، إضافة إلى رصد المظاهر الفنية في شعرهم، لكي تبين مدى ارتباط هؤلاء الشعراء بالحياة، ومدى صدق الشهادات التي أدوها من خلال هذا الشعر.كذلك، فقد ضمت هذه الدراسة وقائع جدل الحداثة العربية في السعودية الذي بدأ بعد عام 1982، واستمر إلى نهاية 1988. وهو من أطول وأغزر ما قام من جدل بين الحداثيين والأصوليين في الثقافة العربية في السعودية. وقد أفاد تضمين هذا الجدل هذه الدراسة، من حيث أنه أضاء زوايا كثيرة من شعر هؤلاء الشعراء الخمسة، الذين شارك قسم منهم مباشرة في هذا الجدل.إن حرص هذه الدراسة على تقديم دراسة سوسيولوجية، وتوثيق جدل الحداثة على النحو الذي تم، جاء انطلاقاً من التزام هذه الدراسة بتطبيق المنهج النقدي الملحمي على شعر هؤلاء الشعراء، والذي تقوم أهم بنوده النقدية: أولاً: عدم الأخذ بأدوات منهج مدرسة نقدية معينة، وإنما استعمال ا>وات المدارس النقدية المتاحة والمناسبة كافة لفك مغاليف النص الفني، مع الأخذ في الاعتبار تجليات التاريخ وسياقه، وتشكيلات الجغرافيا وتغيراتها. ثانياً: الحرص على استعمال لغة "أدب النقد" وليس لغة "نقد الأدب"، وذلك لمحاولة إخراج لغة النقد من ظلام المختبرات الكيميائية، إلى نور الحدائق العامة، سعياً لجعل لغة النقد مقروءة من قبل أكبر عدد من القراء، لا من قبل فئة قليلة من المتخصصين النخبة. ثالثاً: الحرص على تقديم أكبر كمٍ ممكن من المعلومات حول النص وظروف ولادته، ونشأته، لمساعدة القارئ على الاهتداء للطريق الصحيح للدخول إلى رحاب النص، في عصر أصبحت المعلومة فيه هي المفتاح الوحيد لكيفية الدخول إلى رحاب الأشياء.لقد حرصت هذه الدراسة على تخصيص جزء منها لملحق بعض قصائد الشاعر محمد العلي، لكي يكون هذا الملحق بمثابة مرجع للقارئ والباحث الذي يفتقد ديواناً منشوراً للعلي.