علم التربية والسلوك علم ضارب في أعماق التاريخ الإسلامي، والثقافة الإسلامية، بل والحياة الإسلامية كلها. وهو يهتم بتهذيب أخلاق المرء، وتربية نفسه على مجاهدة النفس، وصفائها، وخلوّها من كل ذميم ذمه الشرع الحنيف. ولقد تناول سلفنا الصالح هذا العلم بالشرح والتفصيل، كذلك فعل الكتاب المعاصرون، حيث كتب الشيخ الغزالي كتاب وضعه تحت عنوان "ا...
قراءة الكل
علم التربية والسلوك علم ضارب في أعماق التاريخ الإسلامي، والثقافة الإسلامية، بل والحياة الإسلامية كلها. وهو يهتم بتهذيب أخلاق المرء، وتربية نفسه على مجاهدة النفس، وصفائها، وخلوّها من كل ذميم ذمه الشرع الحنيف. ولقد تناول سلفنا الصالح هذا العلم بالشرح والتفصيل، كذلك فعل الكتاب المعاصرون، حيث كتب الشيخ الغزالي كتاب وضعه تحت عنوان "الجانب العاطفي من الإسلام"، وكتب الأستاذ سعيد حوى تربيتنا الروحية، وأصدر غيرهم من الكتابات المعتدلة ما لا حصر لها.وممن تناول هذا اللوم من الكتاب باعتدال أيضاً الإمام حسن البنا فكتب عدة مقالات في مجلة الإخوان المسلمون الأسبوعية عام 1352هـ، وقد بلغت ما يقرب من ست مقالات فقط، وكتب حول الموضوع دون عنوان (التصوف) وهي مقالات أدخل في هذا الفن.والكتاب الذي بيني يدينا يجمع جميع هذه المقالات، لما فيها من نظرات صائبة، خرجت عن رجل عني بالتربية وتهذيب النفس حتى لقي ربه. وهذه المقالات المجموعة هنا هي جزء من سلسلة كان المحقق "عصام تليمة" قد أخرج منها قبل الكتاب (حديث الجمعة) للشيخ حسن البنا، وهي مقالات لم تنشر من قبل، مع اهتمامه بتحقيقها والتعليق عليها.أما عمله في هذه المقالات فتجلى بـ: أولاً: قام بجمع المقالات، والتأكد من نسبتها للشيخ البنا، ثم تبويبها. ثانياً: قام بتصحيح الأخطاء اللغوية التي وقعت من باب (سبق القلم) أو من باب (الخطأ المطبعي). ثالثاً: قام بوضع عناوين مناسبة بين الفقرات، وذلك من باب توضيح الأفكار، وميز العناوين التي وضعها عن العناوين التي وصفها الشيخ البنا. رابعاً: قام بتحقيق الأحاديث الواردة في المقالات وتخريجها، مع ذكره لدرجة كل حديث من حيث الصحة والضعف، بأقوال أئمة وعلماء هذا الفن من السابقين والمعاصرين. خامساً: علق على بعض الفقرات التي تحتاج إلى تعليق يوضح الفكرة، أو يزيل شبهة قد تُفهم الخطأ عن صاحب المقالة الشيخ حسن البنا.