يضم هذا المؤلف بين طياته ترجمة عربية وقراءة نقدية لكتاب حرب أكتوبر 1973 الصادر عن مركز "يافيه"، وفيه ثلاثة عشر مقالاً حول حرب عام 1973 وما صاحبها من إشكالات عسكرية وأمنية مصيرية، وقد كتبها عسكريون كبار وأكاديميون معروفون من أصحاب الخبرة والتجربة والاختصاص تحت عنوان ثلاثون عاماً على حرب يوم الغفران؛ التحديات والسعي لإيجاد ردّ علي...
قراءة الكل
يضم هذا المؤلف بين طياته ترجمة عربية وقراءة نقدية لكتاب حرب أكتوبر 1973 الصادر عن مركز "يافيه"، وفيه ثلاثة عشر مقالاً حول حرب عام 1973 وما صاحبها من إشكالات عسكرية وأمنية مصيرية، وقد كتبها عسكريون كبار وأكاديميون معروفون من أصحاب الخبرة والتجربة والاختصاص تحت عنوان ثلاثون عاماً على حرب يوم الغفران؛ التحديات والسعي لإيجاد ردّ عليها، وضمت "يوم نظر" تمّ تنظيمه في شهر تشرين الأول من عام 2003. وقد جرى التركيز في هذه المقالات على الأسباب والمسارات الداخلية والإقليمية التي أتاحت حصول المباغتة الاستراتيجية الأكثر أهمية وتأثيراً في تاريخ الصراع مع إسرائيل. كما وتناولت المقالات أيضاً التجليات الاجتماعية للمعضلة الأمنية والاستخلاصات التي لم يتم تعلمها منذ الحرب وحتى الآن، خصوصاً لجهة الأداء الاستخباري والفشل الذريع في تقديرات الوضع تحت تأثير الأفكار الثابتة والمسلّمات غير المحسوبة؛ وطال هذا الفشل أيضاً بالإضافة إلى الجوانب والاعتبارات الأمنية، القضايا والشؤون السياسية، حيث بقيت أجهزة الدولة العليا مصرة على أن العرب لا يضمرون سوى سوء النية والتحضير لمباغتة جديدة في حين تبين أن مصر والأردن على أقل تقدير، كانتا تتهافتان على الصلح والتسويات السلمية بمنتهى الجدية-الأمر الذي يعني بتعبير آخر أن الحكومة الإسرائيلية أصيبت ببلادة ذهن وسوء فهم للتطورات التاريخية والسياسية التي أعقبت الحرب. ومن النقاط البالغة الأهمية التي عولجت في هذا الكتاب كون إسرائيل عاجزة عن تجسيد تفوقها العسكري على العرب بما يؤدي إلى الحسم الاستراتيجي، وكون الصراع العربي-الإسرائيلي يرتدي طابعاً مميزاً من حيث عدم الفصل ما بين ما يسمى جبهة القتال والجبهة المدنية الداخلية. ففي هذا الصراع تتداخل ما بين ما يسمى جبهة القتال والجبهة المدنية الداخلية.ففي هذا الصراع تتداخل الجبهتان، مما ينعكس سلباً على الجبهة الداخلية التي تشكل نقطة ضعف خطيرة تتجسد في انفراط الاجتماع الداخلي وضياع حدود ومعالم سياسة واضحة ومتفق عليها قومياً، وهذا يعني أن إسرائيل تفقد مشروعية طموحاتها واعتداءاتها واحتلالها على الصعيد الدولي، مثلما أنها تفقد الثقة بقياداتها السياسية الداخلية، وتفقد المناعة بصورة تدريجية إزاء المواجهات المنخفضة الحدة والطويلة الأمد وإزاء التدخل المدني المتزايد في النقاشات والسجالات السياسية والأمنية الداخلية.هذا الكتاب إذن هو مجموعة من الدروس والاستخلاصات المستقاة من حرب يوم الغفران عام 1973، وهو موجّه بصورة أساسية للرأي العام الإسرائيلي كعملية نقد ذاتي تقوم على الإخلاص والموضوعية من أجل إحداث صدمات توعية وإيقاظ مستمرة لإعادة النظر في المسلّمات والمفاهيم التي كانت تعتبر مقدسة قبل الحرب ثم تبين أنها ساقطة وتافهة وعديمة المقيمة والصدقية فيما بعد.