ويأتي كتابُ الدكتور جميل حمداوي، الذي بين يديْك، ليُسْهِم في سدّ بعض النقص الملحوظ في هذا الباب، وليُقدّم للباحثين التربويين والمُدرّسين المتدرِّبين في معاهد التكوين عُدّة منهاجية تُساعدُهم على إنجاز أبحاثهم ذات الصبْغة التربوية، وإعداد محاورها النظرية والتطبيقية الميْدانية معاً. وهو يقع في عِدّة فصول مترابطة ومتكاملة يجمعها هدف...
قراءة الكل
ويأتي كتابُ الدكتور جميل حمداوي، الذي بين يديْك، ليُسْهِم في سدّ بعض النقص الملحوظ في هذا الباب، وليُقدّم للباحثين التربويين والمُدرّسين المتدرِّبين في معاهد التكوين عُدّة منهاجية تُساعدُهم على إنجاز أبحاثهم ذات الصبْغة التربوية، وإعداد محاورها النظرية والتطبيقية الميْدانية معاً. وهو يقع في عِدّة فصول مترابطة ومتكاملة يجمعها هدف أساسٌ، يكْمُن في التعريف، بتفصيل، بمناهج البحث المعتمَدة في الحقل التربوي، والتي وَفدت علينا من بِيئات ثقافية أخرى سجّلت تقدُّماً مُطَّرداً في هذا النطاق. ويكمن، كذلك، في تِبيان آليات البحث التربوي (سواء أكان نظرياً أم عَمَلياً أم تدخُّلياً) ومَفاصله ومكوِّناته البنائية، وفي إطْلاع القارئ العربي على أهمّ تقنياته وأدواته الإجرائية، بأسلوبٍ يزاوج بين الشرْح النظري العامّ والتطبيق والتمثيل بحالات مُسْتقاة من الواقع المدرسي أساساً. ولم يغْفل الدكتور حمداوي قضايا لا تُعْطى لها العناية اللازمة أحياناً، وإنْ كانت ذات أهمية بالغة، في أي بحْث علميّ، بما في ذلك البحوث التربوية، ونقصد ما له صلة بلغة البحث وأسلوبه وتراكيبه، مع تركيزٍ واضح على بعض القضايا والمسائل اللغوية التي يُخطئ فيها الباحثون التربويون كثيراً؛ مِنْ مثل كتابة الهمزة المتوسطة، وإعراب بعض أصناف الكلمة، واستعمال علامات الترقيم على نحْو سليم. وبالنظر إلى ذلك كلِّه، تتبدّى فائدة هذا الكتاب الذي يروم الاستجابةَ لمتطلَّبات قطاع واسع من الباحثين التربويين والأساتذة المُتدرّبين الذين يتابعون تكوينهم المِهْني والبيداغوجي في مراكز مِهَن التربية والتكوين، والإجابةَ عن كثير من أسئلتهم المتمَحِّضة لمنهج البحث التربوي بوَجْه عامّ.